علاقات و مجتمع
فوق كرسي كهربائي متحرك، وبملابس أنيقة وغطاء رأس ملون، تبدأ إيثار عماد الدين، صاحبة الـ23 عاماً، رحلتها بمفردها في السفر من مسقط رأسها بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، قاصدة العاصمة الصاخبة، لتتمكن من حضور محاضراتها داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
«الصلب المشقوق» منعها من الحركة ولم يمنعها من استكمال الدراسة
تبدأ فصول الرحلة الشاقة في السادسة صباح الأحد من كل أسبوع، حيث تنتهي «إيثار» التي تدرس في الفرقة الثانية، من ارتداء ملابسها وحذائها دون مساعدة، ليستقر جسدها بعد ذلك فوق كرسيها الكهربائي المتحرك الذي يرافقها منذ 12 عاماً، لتسير داخل الشوارع والأزقة لمدة نصف ساعة وصولاً إلى محطة القطار، وتقول في حديثها لـ«هن»: «اتولدت بمرض الصلب المشقوق وكنت بمشي بصعوبة لحد ما كان عمري 11 سنة بس بعد كده مابقتش بتحرك خالص واستخدمت الكرسي المتحرك وبقى صديقي في كل مكان وماقدرش أستغنى عنه».
رحلة السفر على كرسي متحرك
وحول رحلتها للقاهرة التي تستمر لمدة 3 ساعات ونصف فتقول: «بستخدم المواصلات العامة زي القطار والمترو عشان أسافر للجامعة والموضوع مش سهل ولكن ناس كتير بتساعدني خصوصا في محطة مترو شبرا الخيمة عشان بحتاج أنزل السلالم ولازم حد يشيل الكرسي وأنا عليه»، لا تكاد تمر 5 أيام حتى تعاود «إيثار» الكرة مرة أخرى بحزم أمتعتها والخروج من بوابة المدينة الجامعية التي تقيم فيها طيلة أيام الأسبوع، قاصدة محطة مصر للسفر إلى أسرتها المكونة من 6 أفراد في أحد أحياء مدينة الزقازيق.