علاقات و مجتمع
عشقت العلم وكرست حياتها سواء مراحل تعليمها المختلفة أو بعدها للبحث العلمي، تبحث عن أفضل الفرص التي تساعدها في تحقيق حلمها، وتستقصى المعلومات والحقائق، فكان حلمها أمامها، وخلفها أم عظيمة كانت هي الأم والأب والداعم والسند، تبني معها وتنتظر تحقيق أمانيها ونجاحها على «أحر من الجمر»، حتى أصبحت تمكنت المصرية نورهان حسن من وضع اسمها وسط أسماء النابغين والعلماء، وحاصلت على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية وبيولوجيا الأورام، من جامعة مونستر الألمانية، حول تأثير بعض البروتينات على العلاج الاشعاعي على مرضى سرطان الثدي.
نورهان حسن باحث ما بعد الدكتوراه في المستشفى الجامعي بمدينة كولون الألمانية وعضو هيئة تدريس بقسم البيوتكنولوجي بكلية العلوم جامعة القاهرة، التي سردت رحلتها البحثية من الثانوية العامة وحتى وصولها للدرجة العلمية اليوم، تسترجع فيهما ذكرياتها، وبطولات والدتها، ورحلتها للسفر وتعلمها للغة الألمانية.
مجموع الثانوية العامة حرمني من الكلية اللي حلمت بيها
بدأ حب العلم يتوغل قلب «نورهان» منذ زمن بعيد، تحديدًا عندما وضعت أهدافها أمامها واختارت الكلية التي نوت الالتحاق بها، إلا أن مجموع الثانوية العامة لم يكن كما توقعت، لكن لم يقف طموحها بل ازدادت إصرارًا على اختيار البديل الأفضل والأنسب: «بدأت حبي للعلم من زمان لما كان حلمي اني ادخل كلية صيدلة ولكن فرقت عن كلية صيدلة في مجموع ثانوية عامه بـ0.03% ما يعادل نص درجة ودخلت وقتها برنامج البيوتكنولوجي اللي كان لسه برنامج جديد على أمل أنه يكون ليه مستقبل»
مشواري بدأ بدري وفكرت في السفر بعد التعيين
بدأت «نورهان» مشوارها البحثي مُبكرًا، فلم تنتظر كثيرًا فور التخرج، لتبدأ رحلتها بالبحث عن مسببات سرطان الكبد قبل التفكير في خطوة السفر: «الحمد لله اتخرجت عام 2011 واتعينت في الكلية معيدة وبدأت مشوار البحث العلمي، وسجلت ودخلت الماجستير على مشروع مشترك بين كلية العلوم جامعة القاهرة والمعهد القومي للأورام وكان موضوع البحث عن تأثير الاختلافات الجينية والبروتينية على معدل الإصابة بسرطان الكبد بين الجنسين في المرضى المصريين والحمد لله كانت نتائج البحث مبشرة وعرضتها في مؤتمر دولي استضافته جامعة عين شمس وده كان تشجيع ليا اني افكر في خطوة السفر».
البحث الأول كان هو بداية طريق النور الذي دفعها للاستمرار، بل ولكونها جديرة بالاختيار: «جيه اختياري للعمل في مجال السرطان وبالأخص سرطان الكبد من كونه الثالث أكثر الأسباب للوفاة بالسرطان شيوعا ولشغفي لمعرفة السبب الهرموني والجيني وراء الاختلاف الجنسي في الإصابة بالمرض».
ضمن 250 متقدما وقع الاختيار عليها بحسب حديثها لـ«هُن»، لتجد نفسها بالفعل في طريقها لـ ألمانيا: «قدمت وتم قبولي في منحة مشتركة ممولة من قبل وزارة التعليم العالي والهيئة الألمانية للتبادل العلمي للحصول على درجة الدكتوراه بعد مخاطبة مشرفي في جامعة مونستر الألمانية ضمن 250 متقدمًا على مستوى الجمهورية».
اتعلمت الألمانية في 6 شهور
بدأت الرحلة في الأراضي الألمانية بعدما قضت الباحثة 6 أشهر في تعلم اللغة الألمانية، لتضع أولى خطواتها نحو إفادة البشرية من خلال بحث الدكتوراه الخاص بها، عن تأثير بعض البروتينات على العلاج الاشعاعي على مرضي سرطان الثدي: «في البحث قدرت أحدد أسباب جينية بتأثر على استجابة المريض للعلاج الاشعاعي والنتائج دي شجعتنا في المجموعة البحثية في ألمانيا أننا نبدأ نشتغل على هذه الأسباب لزياده كفاءة العلاج للمرضي».
شغف كبير في العمل المجتمعي جنب الي جنب العمل العلمي يسيطر على الفتاة المصرية، إذ شاركت في المرحلة التأسيسية لجمعية جسر للتبادل العلمي والثقافي بين الجانبين المصري والالماني: «الجمعية بتهدف لفتح قناة تواصل وتبادل معرفي وعلمي بين الخبراء المصريين المقيمين في ألمانيا والألمان والخبرات المصرية في شتي المجالات وقمنا بعدة شراكات علمية مع نقابة الأطباء وجامعة الأزهر في المجال الطبي ويوجد صالون ثقافي شهريا نستمتع فيه بندوات في مجالات الحياة».
بدأت «نورهان» عملها بملف اللجنة العلمية وتنظيم الملتقى العلمي الشهري: «مثلت جمعية جسر في مؤتمر الكيانات المصرية في الخارج، وبعد سنتين تم انتخابي كرئيس مجلس إدارة لجمعية جسر بالإجماع».
شاركت في مؤتمر المناخ
الجدير بالذكر إن نورهان حسن اشتركت مؤخرا في مؤتمر المناخ COP27 كمتطوع في منظمة الأمم المتحدة، فلم يقتصر دورها على التواجد في المنطقة الرزقاء، إذ كانت مسؤولة مع ١٠ آخرين من المتطوعين لتوثيق المحاضرات والفعاليات الخاصة بالمؤتمر.
والدتي ليها الفضل في كل نجاح
جندي مجهول خلف الدكتورة نورهان، تجد إنها السبب خلف هذا التوفيق والنجاح: «الفضل في كل اللي أنا وصلته لحد دلوقتي بعد ربنا يرجع لأمي، هي كانت الأب والأم ليا ولأختي من صغرنا من اول حرصها على دراستنا لدعمنا في المواظبة على الرياضة لحفظ القران الكريم».
جوائز توثق رحلتها المُشرفة حصلت عليها الباحثة نورهان حسن، خلال تواجدها بألمانيا قبل حصولها على درجة الدكتوراه، إذ حصلت على جائزة الباحث الواعد من الاتحاد الأوروبي للجمعيات البيوكيميائية عام 2022، وحصلت على جائزة أفضل بحث من الجمعية الألمانية لأمراض الثدي، 2021، وذلك عقب حصولها على جائزة أفضل عرض بحثي من الجمعية الألمانية لأمراض سن اليأس الأنثوي، 2019.
حلم نورهان تجاه بلادها
حلم كبير تحلم به «نورهان» بهدف إفادة المصريين، تنقل من خلاله خبراتها لخدمتهما: «بإذن الله لما أرجع مصر أتمني إني إقدر أعمل معمل بحثي في الكلية أنقل فيه الخبرة المعملية اللي تعلمتها بره وافتح فرص للتعاون بين كليتي وأكتر من مجموعة بحثية في ألمانيا».