علاقات و مجتمع
حبها لمصر وفعل الخير، قادها إلى الرغبة في إعادة تدوير الأدوات غير المستخدمة في المنزل، وفي فترة قصيرة، وصلت إلى درجة عالية من الاحتراف في تصميم بيوت للعرائس أو ما يسمى بفن الـ«doll house»، تجسد من خلالها عادات وتقاليد الوطن، وتساعد بها الأطفال في أثناء جلسات التخاطب الخاصة بهم.
«إسراء» تساهم في جلسات التخاطب من خلال مجسماتها
مجسمات في شكل أطعمة، وملابس متنوعة، وعربة لبيع الفول، صممت «إسراء»، تلك الأشكال، لتساهم الأطباء في علاج الأطفال، خلال جلسات التخاطب، كما أسست بيتًا مصريًا أصيلاً، تتجمع فيه العائلة على مائدة الطعام في مشهد يكاد ينطق من واقعيته، لكنه ليس حقيقي، فما هو إلا منزل مصغر صممته «إسراء» بشكل محترف، أبهرت به كل من اطلع عليه، ويحتوي على تفاصيل دقيقة، بداية من المائدة التي تمتلئ بمختلف الأصناف من الطعام، مرورًا بملامح وثياب تشبه العرب، جسدت فيها حياة المصري البسيط.
إسراء صاوي، التي تبلغ من العمر 27 عامًا، تخرجت في كلية التجارة بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، تحكي لـ«هن» أنها تركت العمل بتخصصها الدراسي، لاتباع هوايتها والاهتمام بطفلتها ذات العام والنصف، وخلال تلك الفترة احترفت التصميم، باستخدام القماش، الكرتون، الفوم المضغوط والأخشاب، فلم تحب ألعاب الأطفال المستوردة من الخارج، وتباع في المحلات، وأرادت صناعتها بنفسها، وإضفاء الطابع المصري عليها وفقًا لها: «حبيت أعمل حاجة مختلفة، أوصل فيها للطفل عادات بلده واعرفه عن حياتنا بشكل مختلف، بعيدا عن الألعاب البلاستيكية من دول أجنبية».
«إسراء» تصدر أعمالها الفنية حول العالم
لم تتوقف «إسراء» عن الإبداع، إذ أنشأت قناة عبر «يوتيوب» وأطلقت سلسة من اليوميات المختلفة، تعلم فيها الطفل كيفية الاحتفال بالمناسبات الدينية، مثل شراء ملابس العيد، والإفطار في شهر رمضان، بالإضافة إلى مواسم دخول الدراسة، والتوعية بفيرس كورونا، وخطوات الوقاية منه، من خلال شرح طريقة ارتداء الكمامة وغسل اليدين، بحسب ما ذكرته لـ«هن»: «حاولت أعمل محاكاة بسيطة للأطفال عن العالم الحقيقي بتاعنا، من خلال يوميات تيتا سوسو وجدو أنس، وهما عبارة عن عرائس من الكروشية بستخدمها ف نقل عاداتنا».
من أرض المحروسة إلى فرنسا وكندا، سافرت دمي «إسراء» حول العالم، فالأجانب ومتابعيها عبر السوشيال ميديا، أبدوا إعجابهم بأعمالها المميزة، إذ استطاعت في الفترة الأخيرة، أن تصنع بيت كامل بارتفاع كبير، فطلبوا منها تصدير بعضها، كما ذكرت لـ«هن»، أن دعم العائلة هو ما شجعها على الاستمرار في المقام الاول.