علاقات و مجتمع
لكل إنسان عالمان أحدهما الانطباع العام المأخوذ عنه والآخر مجهول، وفي حالة الكاتب الراحل أنيس منصور، كانت كتاباته في الصحافة هي الشائعة والمتصدرة دائمًا، إلا أن لقلبه أحاديث طويلة قد يجهلها البعض، فكان الزوج العاشق، وتحدث عن المرأة ووصفها في كثير من المحافل، بأنها كالمجوهرات وموطن تجسيد الحياة، عالم عميق نلقى عليه الضوء في ذكرى ميلاده، التي توافق 18 أغسطس من كل عام.
أنيس منصور والمرأة
«المرأة الفاضلة صندوق مجوهرات يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة»، بهذه الكلمات جسد أنيس منصور المرأة، ووصفها بأنها الحاوية التي تخفي كل يوم جديد، وجاء هذا من منطلق حبه لزوجته رجاء حجاج، أيقونة العمل المجتمعي في مصر، إذ أحبها كثيرًا واستطاعت أن تؤثر به، وكانت جزء فعال في نجاحاته.
قصة حب أنيس منصور وزوجته
بحسب حديث الكاتبة منى رجب، ابنة الراحلة رجاء حجاج، على شاشة قناة «سي بي سي»، في برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، فإنها كانت زوجة بناءة تبني وأم تؤسس أولادها على أساس طيب، وعاشت مع أنيس منصور، حياة زوجية فيها قصص وفاء ومحبة ورعاية وعمل وعطاء: «كانت قصة حب كبيرة، خدوا بعض عن حب 47 سنة، عمر بحاله».
«والدتي كانت بتلعب تنس وأول مرة اتقابلوا انبهر بجمالها، وهو كان صحفي وبدأ يحط خطوات في عالم الصحافة، حتى أستاذ محمد حسنين هيكل بعت لها جواب قالها (لولا أنتِ مكانش في أنيس منصور)، اتجوزوا حتى بعد ما كان رافض الزواج، وكانت أمى زوجة بناءة دعمته ورعت شؤونه ودفعته لأن يكون المفكر الأكثر شهرة، وكانت حريصه على وجوده في المجتمع»، بحسب منى رجب.
حب ووفاء وفراق
لآخر لحظات حياته، كانت تجلس بجوار أنيس منصور، على مقعد بالقرب من سريره، حتى أنها من قوة الارتباط بينهما، أحست في آخر ليلة له بأنه سيغادر الحياة، وكانت دومًا تقرأ له القرآن وتسبح بيديها على يده، حتى هو دومًا كان في لحظات مرضها يردد: «أنا انتهيت، مش هقدر أعيش من غير رجاء، رجاء كل حاجة فى حياتي»، حتى رحلا معًا، لكن ذكراهم وقصتهم ما تزال طابعة في كل القلوب.