علاقات و مجتمع
كشفت حرب غزة الأخيرة، الستار عن سياسية التحيز والكيل بمكيالين في التعامل مع مبادئ حقوق الإنسان، والتي يقتصر التعامل بها على دول بعينها، وظهر هذا جليا خلال جلسات مجلس الأمن الدولي، الذي رفض اتخاذ أي موقف جاد ضد إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب ضد الأطفال والنساء والمرضى في فلسطين.
وفي أحدث ظهور لها، أخذت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي تروي كيف كانت مؤمنة بتلك المبادئ: «كنت أظنها تطبق على الجميع، لكن الأمر مع فلسطين مختلف، فلا يوجد صوت الآن لهذه المنظمات، جميعهم صمتوا أمام تصرفات إسرائيل وحربها على قطاع غزة لأكثر من 70 يوماً، حرقت الأرض بالقنابل، ودمرت البيوت بالمدافع، استشهد الرضع والكهل، الجميع يموتون في حرب بشعة مازالت مستمرة، لا يعرفون متى ستنتهي».
دعم أنجلينا جولي لغزة من جديد
وعبر مقطع فيديو قصير تداوله رواد مواقع التواصل، قالت أنجلينا جولي: «منذ بدأت العمل على المستوى الدولي قبل 20 عامًا، تخليت عن فكرة وجود أناس أخيار، سواء كانوا شعوبًا معينة أو دولًا».
وأضافت جولي في المقطع الذي سجلته لصالح المخرجة السورية وعد الخطيب، في حديثها عن العمل الإنساني: «ربما كانت هذه الفكرة من خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وكانت تعني أيضًا وجود أهداف وخطوط محددة لحقوق الإنسان، وأن هذه الأمور دافع عنها العالم وحماها، وأنه يجب أن يتحرك أحد لإنجاز هذه الحقوق، وهي مهمة الأمم المتحدة بالتأكيد».
صدمتها في منظمات حقوق الإنسان
مدة 20 عاماً من العمل التطوعي كانت كافية لتطمئن أنجلينا جولي لنقاط حقوق الإنسان التي تعمل المنظمات بها، لكنها صدمت عندما عرفت أنها لا تطبق من أجل أن يصبح الجميع متساوون: «أصابتني الطمأنينة بوجود هذه النقاط المهمة، وبأننا سوف نتطور ونقاتل من أجل تحقيق تقدم في هذه المجالات، لكن بعدها، شاهدت وفهمت أن العالم لا يسير بهذا الشكل، وأن هذه ليست حقيقة الأمور، فالطريقة المعتمدة هي إعطاء بعض الناس هذه الحقوق، وربما بشكل مؤقت لبعض آخر، لكن آخرين لن يحصلوا عليها أبدًا، والأمر نفسه على صعيد العدالة، أو إدانة الجرائم التي يرتكبها البعض، فندينهم في جريمة، ولا ندينهم في أخرى، وهي الحقيقة البشعة للعالم، والتي تتضح أكثر مع مرور الوقت».
دعم سابق لفلسطين
ومنذ شهر تقريباً شاركت أنجلينا جولي مجموعة من الصور للقصف المتكرر، وأشلاء الأطفال التي تخرج كل يوم من تحت الأنقاض، عبر صفحتها على «إنستجرام» تعلن من خلالها تضامنها مع فلسطين، وإدانتها لما يتعرض له سكان غزة من جرائم بشعة.
وكتبت: «هذا هو القصف المتعمد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرون إليه، لقد ظلت غزة بمثابة سجن مفتوح منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتتحول بسرعة إلى مقبرة جماعية، 40% من القتلى أطفال أبرياء، عائلات بأكملها تُقتل، وبينما يراقب العالم وبدعم نشط من حكومات عديدة، يتعرض ملايين من المدنيين الفلسطينيين -الأطفال والنساء والأسر- للعقاب الجماعي وتجريدهم من إنسانيتهم، كل ذلك بينما يُحرمون من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي، ومن خلال رفض المطالبة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ومنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من فرض وقف إطلاق النار».