علاقات و مجتمع
منذ الساعة الـ 12 في منتصف كل أسبوع، تخرج «أم عبدالله»، 51 عامًا، من الشرقية حتى القاهرة بصحبة 5 سيدات من جيرانها، يبحثن عن «قوت يومهن» بالعاصمة، داخل شوارعها وميادينها، تبدأ كل منهن حمل ما لذ وطاب من الخضروات والفواكهة الطازجة، اللاتي يقمن بزراعته بأنفسهن، لبيعه مقابل مكسب زهيد.
ساعات طويلة تقضيها السيدة الخمسينية، يوم الأربعاء من كل أسبوع، لا تكل ولا تمل من البحث عن زبون، طيلة عام مضى، ربما لم يعرفها الكثير إلا أن حملات الاتجاه للمنتج المصري اليوم كانت سبيل خير، قبل أن تضج صورها بعدة صحفات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
أنا من سنة شغالة وده كله مزروع طازة
برتقال وموز وفاصوليا وبامية، والعديد من الخضروات والفواكه، تقوم السيدة ببيعها داخل شوارع قاهرة المعز: «كل ده طبيعي واحنا اللي بنزرعه، بخرج أنا وجيراني وقرايبي بنكون 6 من الساعة 12 بليل لحد 6 المغرب تاني يوم، بنتوزع كل واحدة في حتة عشان نبيع، والسعر على قد الحاجة والمشوار مش بنغلي».
عندي ولدين كبار بس أنا اللي شايلاهم
ولدان تخطيا الـ 20 عامًا، منهما من يعاني من إصابة في عينيه، دفعا السيدة لتحمل المسؤولية طيلة حياتها، وفقًا لحديثها لـ «هُن»: «عندي ولدين كبار بس أنا اللي شايلاهم، بزرع وأحصد المحصول وآجي أبيعه، ويمكن بتأخر في البيع بسبب قلة الناس وقلة الحركة، لكن في النهاية حاجتي بتتباع الحمد لله، والمشكلة في التأخير».
الاتجاه للمنتج المصري في صالحي
على الرغم من عملها لمدة عام مضى إلا أن اليوم بعد تشجيع المنتج المصري، بات الأمر في صالحها، حتى إنها قررت تفعيل خدمة التوصيل للمنازل: «كان في كتير بيشتروا خضار وفواكه من السوبر ماركت الكبيرة المستوردة، دلوقتي بيدوروا على الجودة والسعر المناسب، وحاجة مصرية مزروعة هنا، وده كرمني، عشان كدة بحط رقم تليفوني وبوصل كمان للبيوت».
طلب وحيد تسعى له السيدة وهو الذهاب لمنزلها مُبكرًا، إذ تقضي ساعات طويلة بعيدًا عن أسرتها: «نفسي الحاجات تخلص قبل العصر واقدر أروح بدري».