علاقات و مجتمع
تقف أمام النار نحو 11 ساعة، تُطوع الحديد بيديها فيبدو وكأنه قطعة صلصال تشكله، وتحول القطع الصلبة التي لا معالم لها إلى أبواب من الحديد، ففي وسط منطة الهرم، تحديدًا بشارع اللبيني، تقف سعاد كامل 32 عاما، الشهيرة بـ«أم حنان» وسط ورشة اللحام منذ التاسعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، ساعات من الشقى والمشقة، تنتهي فور عودتها لمنزلها وسط عناق أطفالها.
عرفها الناس بحسن السيرة و«الجدعنة» منذ 9 أعوام، حين قررت «أم حنان» الوقوف في ورشة شقيقها عقب وفاة والدها، لتتعلم «صنعة اللحام»، وأفنت عاما كاملا فقط وهي تدقق وتحاول أن تتعلم قبل أن تمسك بالأدوات بيديها، وتصبح «الأسطى أم حنان».
بقالي 9 سنين شايلة الورشة
منذ 9 سنوات قررت السيدة، وهي أم منفصلة لطفلتين، العمل بورشة والدها المتوفى، إذ اتقنت المهنة من مراقبة العمال، وقررت العمل بيديها، لتبني اسمًا لها وسط أصحاب الورش، بحسب حديثها لـ«هُن»: «في البداية كنت خايفة، وكنت ببص ع العمال وأتعلم منهم وبعد سنة بقيت أقدر أشتغل بإيدي، واتعلمت أمسك الصاروخ، وأعمل اللحام، وأصنع بإيدي»
من الصباح للمساء، تقف السيدة على عملها تراقب حركات العمال وتشرف عليهم تارة وتعمل بيديها تارة أخرى: «كلنا شغالين سوا، وبييجي عليا أيام ببقى لوحدي واقف قدام النار باليوم كله، وأنا ماسكة الصاروخ وماكنة اللحام».
كل الشغل تعب
على الرغم من تطورها في المهنة، إلا أنها تصف الأمر بالمشقة والتعب: «النار عملتلي حساسية، غير حساسية العين، لأن الرايش بتاع الحديد كتير بيدخل فيها لكن بستحمل، كل الشغل فيه تعب».
ولم تجد السيدة نتيجة للتعب أفضل من تطورها في المهنة: «الحمد لله دلوقتي الزبون يوريني صورة على روق وأنا بعمله الأبواب الحديد والشبابيك وأبواب صاج للمدافن، غير المناشر ورفع المقاسات وغيرها».