علاقات و مجتمع
بين عشرات البيوت المستهدفة بتصفية أصحابها عمدًا في مدينة خان يونس الفلسطينية، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منزل الصحفي إياد أبو ناموس الذي بمجرد سماع رصاص القصف احتضنته والدته، لترتقي الأم وابنها شهيدين في وداع مؤثر، وفراق للحياة سويًا حتى لا يعيش أحدهما حزينًا دون الآخر، وتظل ذكرى استشهادهما خالدة في الأذهان ضمن الحرب الجارية على قطاع غزة.
الحضن الأخير
لم تختلف والدة الصحفي إياد أبو ناموس، عن بقية أمهات غزة اللاتي يودعن شهدائهن كل يوم بأحضان وكلمات مؤثرة تبكي لها القلوب؛ لكن هذه المرة، كان الحضن الأخير للأم وابنها في الحياة، فعند سماع رصاص القصف وهو يُمطر على البيت الكائن في مدينة خان يونس، احتضن «أبو ناموس» والدته في محاولة بائسة ليطمئن كلًا منهما الآخر، والأمل في فرصة جديدة في الحياة؛ لكن القصف الغاشم لم يرحمهما وارتقا شهيدين، حسبما وثقت المؤسسات الفلسطينية، والتليفزيون الفلسطيني، وغيرها من المناطق إذ سوت طائراته مربعات سكنية بالأرض في أحداث غزة.
دعاء شرف استشهدت في حضن ابنها الرضيع
وكأن القدر كتب على أمهات غزة أنّ يستشهدن في أحضان أبنائهن، فالواقعة نفسها شهدها القطاع منذ أيام قليلة، عندما استشهدت الصحفية دعاء شرف في أحضان ابنها الرضيع الذي لم يبلغ من العمر عامين، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزلها في الزوايدة وسط قطاع غزة، بعد اندلع حريقا كبيرا في مصنع للعصير ومخزن للإطارات، وعدد من المخازن والمحلات قرب منزلها، بعد قصف عنيف على المنطقة.
وعلى الرغم من المشهد المأساوي للحظات استشهاد الأمهات في أحضان أبنائهن، لكنه على الجانب الآخر، هناك لحظات قاسية عاشتها أمهات إثر استشهاد أطفالهن، أبكين العالم بسبب مشاعر الحزن والفقدان، إذ ظهرن في العديد من الفيديوهات وهن يودعن أبنائهن على أمل لقاء آخر؛ وهو حال سيدة فلسطينية جلست تبكي صغيرها بقلة حيلة تأبى تصديق رحيله، بحسب فيديو وثقته عدسة المصور محمود بسام.