علاقات و مجتمع
ربما لا تخلو أي علاقة قائمة بين اثنين من الخلافات خاصة الأزواج، فتظل المرأة هي المرأة مهما اختلفت العصور والرجل هو الرجل أيضًا، والتي نجدها داخل المنازل البسيطة والقصور الفارهة الملكية على حد سواء، التي ربما يعكر صفوها المشاكل التي يكون بها طرف ثالث، خاصة في حالة وجود زوجة أخرى وأطفال كثيرة، وهو ما كان يحدث في عهد المصريين القدماء والفراعنة، فكان من أشهر الوقائع والخلافات الزوجية التي وثقها التاريخ، هي «مؤامرة الحريم»، التي تعتبر من القصص التي كانت بطلاتها سيدات، لتبرهن بأن كان هناك «دُرة وسلايف» اللواتي يحاولن السيطرة على الزوج.
كواليس مؤامرة الحريم
«مؤامرة الحريم»، واحدة من أشهر الوقائع التي توثق الخلافات الزوجية، التي حدثت في عهد الملك رمسيس الثالث، والتي روى كواليسها الدكتور عماد مهدي، الخبير الأثري، في تصريحات لـ«هن»، إذ قال: «القصة موثقة في بردية دورين هاريس، والتي ترجع للملك رمسيس الثالث، أحد أهم الملوك في مصر القديمة، الذي استطاع إيقاف هجمات والتهديدات لمصر من الغرب، كان بداية حكمه في صراع سياسي وعسكري في أقاليم عدة، حول الأراضي المصرية، في أعقاب وفاة الملك رمسيس الثاني، الجميع كان يطمع في مصر وفي ثرواتها ولكنه استطاع التصدي لجميع الهجمات».
في عام 32 من حكمه كان وصل الملك رمسيس الثالث لمرحلة عمرية متقدمة، إذ كان آنذاك بعمر الـ72 عاما، وكانت أواخر أيامه، في عصره كانت أول ثورة للعمال في مصر، نتيجة الضعف وعدم استلام الأجور، لمدة شهرين ما أدى لحدوث حالة من الإضراب لمدة 18 يوما، وحينها عيَّن وريثه الملك رمسيس الرابع، والذي كان يبلغ 54 عامًا، ولكن زوجته الثانوية «تي» طمعت في العرش وطمحت في تولية نجلها «بنتاؤر» الحكم.
فكانت المؤامرة التي اتهم بها حوالي 22 شخصا من البلاط الملكي من بينهم النساء والجاريات والعمال والخدم، بخلاف 3 قضاة والذين اتهموا بالفساد وأخذ رشوة لتبرئة بعض المتهمين وتم استبعاد قاضٍ منهم، وعلى رأسهم الملكة وتم إعدام الأمير، وجثمانه يتواجد في المتحف المصري، وتم تحنيطه في جلد الماعز، وكانت نوع من العقاب في الآخرة بعدم تكريمه ويُدفن دفنا يليق به، والذي كان يعتبر من المغضوب عليهم في الدنيا والآخرة، وفق العقيدة الفرعونية.
الحكم على المتهمين
شارك في المؤامرة حريم القصر الملكي، بأمر من الملكة «تي»، التي أقامت مؤامرة ضده الفرعون، وخططت لاغتيال الملك رمسيس الثالث، حتى تضع يد ابنها على العرش، لينجح مخططها بالفعل وتم الحكم على المتهمين بأحكام تتراوح بين الإعدام والانتحار والجلد والسجن وقطع الأنف وصلم الأذن والبراءة، كل وفقًا لدوره وجريمته فى تلك المؤامرة.