علاقات و مجتمع
تأسرك ابتسامته رغم كبر سنه، روحه تشع طاقة ونور، ورغم الشعر الأبيض يستطيع المشي والسباحة لمسافات، في فيديوهاته هو شاب لا يزال حر طليق، فلم يكبله الشيب أو الحزن من طول الانعزال، كل هذاهو نتيجة حياة مليئة بالطبخ والسفر عاشها أسامة القاضي، حيث كان وحيدا عندما قرر السفر إلى المملكة المتحدة ليقضي داخلها 35 عاما، كانت كفيلة ليتعلم فيها فنون الطهي المختلفة، قبل أن يلف العالم ويقرر العودة إلى مصر قبل 12 عاما.
علاقة أسامة بالمطبح بدأت في سن صغيرة
بدأ شغف أسامة بالمطبخ عندما كان في السابعة من عمره، ولأنه عاش في بيت كبير بالإسكندرية يحوي أكثر من مطبخ، كان يدخل المطبخ في الأوقات التي تحلو له ليبتكر طبق جديد كليا، لم يذقه أحد من قبل، فكان يخلط 3 أو 4 مكونات ليظهر في النهاية نتيجة مختلفة تماما، ولكن سفره كان له الدور الأكبر في ثقل هذا الشغف الكبير بالطبخ.
يقول أسامة، صاحب الـ64 عاما، إنه وجد ضالته في طهي الطعام، «كنت غاوي أكل فعملت واتعلمت وبسبب طبيعة عملي خلتني اعزم كتير اوي العملا بتوعي كانوا بيعزموني وانا بعزمهم، كنت بشتغل في شركة الغاز البريطاني، كانوا بيعزموني في مطاعم فخمة فكنت باخد الكتب بتاعة الطبخ وأدرسها، وكنت بعمل عزومات وحفلات كاملة عندي في البيت لأصدقائي والعيلة، وأنا اللي بعمل الأكل والسفرة كلها».
الابتكار كان أساس حب أسامة للطهي، فكان يأخذ الأرز وهو طفل لم يتعد 10 سنوات، ليضع عليه حليب وطماطم وملح وفلفل ويتناول تلك الوجبة بحب لذيذ، «الغريبة أن الطعم كان بيعجبني وقتها بعدين قررت أني أطبخ الوصفات الأصلية».
في بيته عندما تزوج فقد خاض التجربة مرتين، مرة من سيدة إنجليزية وأنجب منها شابا يبلغ من العمر 30 عاما، وأخرى من يونانية وله منها فتاة مراهقة تبلغ من العمر 18 عاما، مشيرا إلى أن انبته تحب وصفاته وتشجعه بشدة.
رحلة أسامة مع وصفات الطهي العالمية
أسامة الذي كانت آخر وظائفه مدير اتجاريا في إحدى شركات الغاز البريطانية، قرر العودة إلى مصر منذ حوالي 12 عاما بعدما لف بلاد كثيرة، واستقر في الإسكندرية، وامتلك الوقت الكافي ليحول هوايته وشغفه إلى واقع ملموس وفيديوهات مصورة للجميع، «بحب أعمل الوصفات الأصلية من البلدان المختلفة، دي مش وصفة أسامة لا دي الوصفة الأصلية للأكلة دي من بلدها»، يحب أسامة تصوير الفيديوهات التي تتسم بالبساطة الشديدة وينشرها عبر منصة «إنستجرام» من مطبخه وبمكونات من السوق.
من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وأمريكا يمكنك تذوق تلك النكهات التي يصنعها أسامة ببساطة شديدة، مستخدما فقط الإنارة الدائرية والموبايل دون تكنولوجيا مبالغ فيها، فهو لا يسمي نفسه شيف، ولكنه يقوم بعمل بحث كبير للأكلات المختلفة للوصول في النهاية إلى الوصفة الأصلية، كما أنه يقرأ الكتب ليجد أصل كل الأكلات، لذلك خلال أشهر معدودة وصل متابعيه للآلاف، «لوحدي بعمل كل حاجة عندي فقط موظفة بتساعدني وبتصور وتروق المطبخ بتشتغل معايا، وفي التصوير بالذات لانها بتصور كويس وببقى حر في أني أطبخ».
يتفاعل مع أسامة عددا كبيرا من الناس، ويرغبون دائما في مقابلته، وبالإضافة إلى الطهي، فهو يحب لعب الرياضة والجيم، وقد استعان بمدرب جيم في البيت كان هو السر وراء عمل صفحة خاصة به على «إنستجرام»، قائلا «المدرب ده حياته كلها تيك توك، عنده 120 ألف متابع، وقعد يقولي أنت عندك محتوى تقدر تعمل ده، وأنا عندي خبرة في تحرير الفيديوهات، وكان عندي فيديوهات بالفعل على يوتيوب من 2007، وقلت ليه لا معنديش شغل وعندي وقت أعمل ده».
وبالإضافة للمطابخ العالمية فإن أسامة يحب المطبخ المصري بشدة، ومنه المحاشي بأنواعها والباذنجان بالخل والملوخية، والمكرونة في الفرن والمسقعة.