11:12 ص
الأحد 22 سبتمبر 2024
كتب-محمد قادوس:
أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، أن التصوف الحقيقي لا علاقة له بما يروجه البعض من مظاهر كالملابس أو العادات التي تربط بين الشيخ والمريد بطريقة تتنافى مع تعاليم الإسلام.
وأوضح العالم الأزهري، فى بيان له اليوم، أن التصوف يعتمد في جوهره على تزكية النفس، والتقرب إلى الله بالذكر والعمل الصالح، وأنه منهج روحي عميق يقوم على الزهد والورع والتأمل في معاني الحياة والوجود.
وأضاف قائلاً: “التصوف ليس لباساً معيناً أو طقوساً سطحية، بل هو تربية أخلاقية وروحية تهدف إلى الوصول إلى الإخلاص لله في كل شيء، والعلاقة بين الشيخ والمريد في التصوف هي علاقة تعليم وتوجيه نحو السلوك الحسن، وليست علاقة خضوع أو تبعية عمياء كما يظن البعض”.
وأشار العالم الأزهري، إلى أن هناك دخلاء على التصوف يحاولون تشويه صورته من خلال تصرفات وسلوكيات لا تمت بصلة للتصوف الأصيل، مما يسبب خلطاً لدى الجمهور ويؤدي إلى فهم مغلوط لهذا المنهج الروحي.
وشدد على ضرورة العودة إلى جوهر التصوف الحقيقي الذي يركز على تهذيب النفس والقرب من الله، بعيداً عن أي ممارسات خاطئة أو مغالطات، قائلا: “فى تصرفات كثيرة وأمور خطيرة، قد تجد شيخ طريقة لا يصلى الجمعة، وقد ترى البعض يدعى إن من يحبه يدخل الجنة، وكى هؤلاء دخلاء على الصوفية”.
وتابع: “: خلاصة التصوف تكمن في مفهوم الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. الإحسان في التصوف يتجاوز الطقوس الظاهرة ليصل إلى لب الإيمان العميق حيث يسعى الصوفي إلى تنقية القلب من الشوائب والارتقاء بالنفس إلى أعلى مراتب القرب من الله، فالإحسان ليس مجرد أعمال ظاهرية بل هو حال باطني يشعر فيه المؤمن بحضور الله في كل لحظة وكل فعل”.
اختتم: “يركز التصوف على أن يكون الإحسان هو سمة المسلم في تعامله مع الله ومع خلقه، فالصوفي لا يكتفي بأداء العبادات، بل يسعى إلى أن يعكس النور الإلهي في أخلاقه وتصرفاته اليومية، سواء في العبادة أو التعامل مع الآخرين، الإحسان هنا يعني أن ترتقي بأفعالك وأقوالك، وتكون نموذجًا للتواضع، الإخلاص، والمحبة، محققًا بذلك الانسجام بين الظاهر والباطن في حياتك الروحية”.