أزمة يناقشها «لام شمسية».. كيف تواجه الفتاة صدمة اكتشاف والدها «المتحرش»؟

جسّد مسلسل «لام شمسية» الذي يعرض ضمن موسم دراما رمضان 2025، واحدة من أكثر القضايا الأسرية «حساسية»، من خلال تقديم شخصية فتاة تدعى «زينة» وتؤديها الفنانة الشابة ياسمينا العبد، تعيش صدمة نفسية بعد معرفتها أن والدها «متحرش»، وذلك بعد رؤيتها له في مقطع فيديو على هاتفه؛ مما يمثّل لحظة فاصلة في حياتها، إذ دخلت في حالة من الذهول والارتباك، غير قادرة على استيعاب الحقيقة.

التأثير النفسي لاكتشاف الفتاة أن والدها معتد

وفي هذا السياق، توضح الدكتورة صفاء حمودة، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الفتاة التي تكتشف أن والدها معتدٍ تمر بمراحل نفسية معقدة تبدأ بالصدمة والإنكار، ثم الخوف والتوتر، قبل أن تصل إلى مرحلة الحيرة في كيفية التصرف، ومن أبرز التأثيرات النفسية لهذه التجربة:

– الشعور بالذهول وعدم التصديق

تجد الفتاة صعوبة في استيعاب الحقيقة، مما يؤدي إلى حالة من التوتر الشديد.

– فقدان الثقة في الآخرين

إذ يؤدي هذا الاكتشاف إلى خلل في نظرتها للعالم الخارجي، خاصة الذكور.

– الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق

تميل الفتاة إلى العزلة وتجنب العلاقات الاجتماعية.

– الشعور بالعار أو الذنب

رغم أنها ليست مسؤولة عن تصرفات والدها، إلا أنها قد تشعر بالحرج أو الخجل.

– الخوف من المواجهة أو الإبلاغ بسبب اعتبارات اجتماعية أو خوفًا من ردود فعل العائلة.

وتشير «حمودة» إلى أن هذه التأثيرات قد تستمر لفترات طويلة إذا لم تحصل الفتاة على الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.

موقف الأمهات بين التصديق والإنكار

وعند مواجهة مثل هذه المواقف، تلجأ الفتاة غالبًا إلى والدتها كأول مصدر للدعم، إلا أن ردود الأفعال قد تكون صادمة في بعض الأحيان، وتوضح استشاري الطب النفسي أن الأمهات يتعاملن مع هذه الأزمة بطرق مختلفة، مثل:

– رفض تصديق الفتاة، خاصة إذا كانت الصدمة كبيرة أو إذا كانت الأم تعتمد ماديًا على الأب.

– محاولة تبرير تصرفات الأب، خوفًا من انهيار الأسرة أو التعرض للفضيحة.

– التردد في اتخاذ أي إجراء، نتيجة الضغوط الاجتماعية أو عدم وجود بديل مادي أو سكني.

– محاولة إسكات الفتاة بدلاً من دعمها، مما يزيد من معاناتها النفسية.

وتحذر «حمودة» من أن مثل هذه التصرفات قد تدفع الفتاة إلى فقدان الثقة تمامًا في أفراد أسرتها، وتزيد من احتمالات تعرضها لمشكلات نفسية خطيرة.

كيف تواجه الفتاة هذه الصدمة؟

توصي الدكتورة صفاء حمودة الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن في هذا الموقف، على غرار مسلسل لام شمسية، باتباع خطوات محددة لحماية أنفسهن نفسيًا وعاطفيًا، ومنها:

– البحث عن شخص موثوق للحديث معه، سواء كان قريبًا أو صديقًا أو متخصصًا نفسيًا.

– عدم اتخاذ قرارات متسرعة قبل التأكد من صحة الشكوك بشكل قاطع.

– طلب الدعم النفسي من متخصص يساعدها على التعامل مع مشاعرها.

– توثيق أي أدلة قد تساعد في كشف الحقيقة إذا اضطرت للمواجهة.

– عدم مواجهة الأب بمفردها، خاصة إذا كانت تخشى رد فعله.

وتؤكد «حمودة» أن الدعم النفسي والمجتمعي هو العامل الأساسي في مساعدة الفتاة على تجاوز هذه التجربة دون آثار نفسية مدمرة.

فعندما تتجاهل الفتاة هذه الأزمة أو لا تحصل على الدعم المناسب، فإن ذلك قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تستمر معها لسنوات، مثل:

– الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب المزمن نتيجة التعايش مع الصدمة دون تفريغها.

– فقدان الإحساس بالأمان حتى في بيئات جديدة أو علاقات مستقبلية.

– استمرار المتحرش في أفعاله، مما قد يعرض أخريات لنفس المصير.

– تأثير سلبي على العلاقات العاطفية والزواج نتيجة فقدان الثقة بالرجال.

وتشدد حمودة على أن خلق بيئة آمنة وداعمة للفتيات هو الحل الوحيد لضمان مواجهة هذه المشكلات بطريقة صحية دون أن تدمر حياتهن المستقبلية.

كيف تستعيد الفتاة حياتها بعد الصدمة؟

– بعد تجاوز هذه الأزمة، تحتاج الفتاة إلى إعادة بناء نفسها نفسيًا وعاطفيًا، وذلك عبر:

– العلاج النفسي لمساعدتها على تخطي الصدمة واستعادة التوازن النفسي.

– تعزيز ثقتها بنفسها من خلال أنشطة إيجابية مثل التطوع أو الرياضة أو الفنون.

– إحاطة نفسها بأشخاص داعمين يمنحونها الأمان والراحة.

– التخلص من الشعور بالذنب أو العار والتأكيد على أنها ليست مسؤولة عن تصرفات الآخرين.