علاقات و مجتمع
أطفال في مقتبل العمر، لا يتعدى عمرهم بضع سنوات، شقوا رحلات الهلع والخوف كمئات الآلاف من الفلسطنيين، حتى عرفت الصدمة ملامحهم، ودب الرعب داخلهم بسبب المشاهد القاسية التي يرونها عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، إثر الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، على أهالي قطاع غزة، والتي تجسد معان واضحة لتبدد الأمان، ووضع مسلسل مليحة أمام أعيننا هذه المشكلة، ملقيا الضوء على تأثير الحرب على الأطفال، وكيفية مداوتهم نفسيًا.
مشهد مؤثر لطلفة في مسلسل مليحة
أفسدت آلات الحرب الوحشية نفسية الأطفال ودمرتها، حتى باتوا يذكرون كل لحظة ما يحدث مع عائلتهم وأهاليهم وأصدقائهم من آلام وفواجع أثرت على نفسيتهم، وجاء المشهد في سؤال الفنانة ديانا رحمة لطفلة في مسلسل مليحة: «قولي لي يا جنى أنتِ شو بتعرفي عن القضية الفلسطينية»، لترد الطفلة أنها تعرف كثير من القصص: «أنا عارفة قصص كتير، وعندي أصدقاء فلسطينيين، وفي منهم نفسهم يرجعوا بلدهم، لكن أنا مش عايزاهم يرجعوا، أنا عايزاهم يفضلوا هنا عشان مايمتوش زي باباهم وأهلهم».
تأثير حرب فلسطين على نفسية الأطفال
تأثرت نفسية الأطفال سواء من فلسطين أو خارجها، بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة، وهو ما علقت عليه الدكتورة هالة حامد، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، خلال حديثها لـ«الوطن»، إذ أكدت أن الأطفال أكثر من يتأثرون بالحروب: «التأثير عليهم شديد، وبيخلق ليهم صدمات نفسية، وينعكس عليهم بحالة من العنف وعدم الاستقرار، وده إحساس أي طفل بيشوف مشهد من مشاهد الحروب، واللي بتزيد من فرص إصابتهم بالتوتر والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، خاصةً الأطفال، لأن في مراحلهم العمرية المبكرة بتتشكل ذاكرتهم وشخصياتهم، وده بيخلق فيهم ربكة مستمرة».
وأكدت هالة، أنه يظهر على الأطفال عند رؤية مثل تلك المشاهد، بعض الأعراض مثل الخوف الشديد والذعر، والإصابة بحالة من الذهول والدهشة والارتجاف: «فيه منهم كمان بيوصلوا للتلعثم وعدم القدرة على التحدث والفزع الشديد وعدم القدرة على التركيز والانتباه والحزن والبكاء، عشان كده لازم التعامل معاهم يكون بحذر»، مؤكدة أنه لا بد علاج التأثيرات النفسية عليهم.
كيفية مواجهة التأثيرات النفسية للحروب
تؤثر الحروب بشكل كبير على الحالة النفسية للأطفال، وسواء الأطفال الفلسطنيين أو غيرهم مما يتعرضون لتلك المشاهد الصعبة، ويجب مداواتهم بالطرق التالية:
تشتيت تفكيرهم عن الحرب والخوف باللعب معهم.
الحد من اطلاع الطفل على أخبار الحروب.
الحرص على التحدث المستمر مع الطفل وطمأنته، بعيدًا عن المشاهد المروعة قدر الإمكان.
تقبل أي مشاعر يظهرها الطفل وتجنب الجدال أو افتعال الشجار مع أفراد الأسرة.
مداواة الأطفال نفسيًا من أثر الحروب
التعامل مع الأطفال الموجودين في نطاق الحرب يكون بالخطوات السابقة، مع الحرص على بعض الخطوات الإضافية، ووفقًا لحديث الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، لـ«الوطن»، فإن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، ذكرت أن الأطفال المعرضين للعنف والحروب يصابون باضطراب ما بعد الصدمة مما يضعف شخصيتهم: «يقع الأطفال فريسة للضغوط والحروب، ولازم إخبار الطفل بمجرد بدء الحرب وتهيئتة نفسيًا، للاستعداد لمغادرة المنزل، والتحدث معه عن ماهية الحرب».