علاقات و مجتمع
لم تستسلم لرتابة الحياة التقليدية وروتينها، بعدما تزوجت وتركت مدينتها في صعيد مصر، لتلحق بزوجها في إحدى الدول العربية، وتنجب طفليها واحدا تلو الآخر، إذ قررت أن تصنع في حياتها واقعا مميزا تحقق به ذاتها، وتنفصل من خلاله عن مسؤولياتها ومشغولياتها داخل الأسرة كزوجة وأم، لتستعيد نشاطها وطاقتها، وتستكمل رسالتها معهم أيضا: «مكانش ينفع أسيب ولادي صغيرين وأنزل أشتغل في التمريض مجال دراستي، وكان اليوم بالنسبة لي ممل جدًا».
رغبة تحقيق الذات والاستقلال المادي
بدعم من زوجها ووالدها وأخواتها، ولرغبتها في الاستقلال المادي، وتحقيق ذاتها بالعمل، وتجديد شغفها في الحياة، وإكمال بناء ثقتها بنفسها، بدأت تفكر في الأعمال اليدوية، وانطلقت بالعمل في الكورشيه، لتجد فيه ضالتها وتحبه كثيرًا، قبل أن تنتقل لمرحلة الابتكار في أشكال الشخصيات، ثم وجدت أن لديها شغف آخر بصناعة الحلويات، لتكن كيكة عيد ميلاد ابنها، الذي يدرس في الحضانة، بوابة دخولها لمجال صناعة الحلويات والنحت عليها.
صدفة وراء مشروع صناعة الكيك
«لما بعت الكيكة مع ابني اتفاجئت باتصالات من المدرسين في الحضانة، بيبلغوني بسعادة الأطفال بالكيك وطعمها وشكلها، ففرحت جدًا، وقررت فورا أبدأ مشروعي بصنع الكيك وبيعه أونلاين»، وفقً لحديث شيماء أحمد، لـ«الوطن»، موضحة أنها بدأت بعمل الكيكة العادية وتزينها بالكريمة بصورة تقليدية، غير أنها بدأت تبدع في النحت على الكيك باستخدام عجينة السكر، لتبدأ مرحلة جديدة من النجاح في مشروعها، إلى جانب احتفاظها بالأشكال التقليدية التي يرغب بها بعض الزبائن.
تقول: «النحت على الكيك كان بيفصلني عن العالم من حواليا، وبحس أن كل كيكة هي مشروع منفصل بجتهد فيه عشان أطلعه بصورة مميزة، ويكون شبه الشخص اللي رايحاله، دايما بسأل عن اكتر الحاجات أو الشخصيات اللي بيحبها، ومن المعلومات بقرر شكل الكيك».
مشروعي عوض ربنا ليا في الغربة
«خلى حياتي كل يوم فيها جديد، وبعتبر مشروعي عوض ربنا ليا في الغربة»، بهذه الكلمات عبرت «شيماء» عن السعادة الغامرة التي تعيشها، بسبب نجاح مشروعها، كونه أضفى بهجة وتجديد على حياتها، وأصبحت تشعر أنها تقدم شيئا مميزا كل يوم: «لما بشتغل بحط كل روحي ووقتي في الشغل، وعشان كده بفرح جدًا برد فعل الزباين على شغلي».
«شيماء» تستهدف العالمية
عن أحلامها، تؤكد «شيماء»، أنها تستهدف دائمًا تطوير عملها بالنحت على الكيك، وكثيرًا ما تشاهد فديوهات لشيفات أجانب للتتعلم منهم تزيين الكيك، باعتباره مجال واسع يستلزم التدريب المستمر، وتتغلب على عدم فهمها للغة الأجانب بالتمعن في حركة يديهم، وفهم ما يقومون به دون حديث، إضافة إلى حرصها على تلقي مزيد من التدريب، من خلال عدد من الدورات التدريبية بمجال تزيين الكيك: «طموحي يبقى ليا براند خاص بيا زي الأجانب، ويبقى شغلي مطلوب بالاسم».