09:06 م
الإثنين 02 ديسمبر 2024
كـتب- علي شبل:
الأَذَان في الشرع هو نداء ينادى به للصلاة، ويؤذّن كل يوم في بداية وقت كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة، وهو سنة مؤكدة على الرجال، وقيل: فرض كفاية في الصلوات الخمس المؤداة، والجمعة، دون غيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم. متفق عليه. وكان أول مؤذن في الإسلام هو الصحابي بلال بن رباح- رضي الله عنه.
والأذان له أحكام وشروط وآداب حددها الشرع والسنة النبوية، يرصد مصراوي أبرزها في التقرير التالي:
شروط صحة الأذان وآدابه:
1- دخول الوقت: فلا يصح الأذان، ويحرم -باتفاق الفقهاء- قبل دخول الوقت، فإن فعل، أعاد في الوقت، إلا أنه يجوز أذان الفجر قبل وقت الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. متفق عليه.
2- يشترط للأذان النية.
3- أن يكون باللغة العربية.
4- رفع الصوت به، بحيث يسمع بعض الجماعة، أو يسمع نفسه، إن كان منفردًا.
5- الترتيب، والموالاة بين ألفاظ الأذان.
6- أن يكون المؤذن مسلمًا عاقلًا مميزًا ذكرًا، فلا يصح أذان الكافر، أو المجنون، أو غير المميز، كما لا يصح أذان النساء.
7- لا يشترط للأذان الطهارة، أو استقبال القبلة، أو القيام، أو عدم الكلام في أثنائه، ولكن يستحب ذلك.
8- يسن أن يتولى الأذان من يتولى الإقامة، فإن أقام غير المؤذن، جاز.
9- الذي يصلى فوائت، فإنه يؤذن للأولى، ويقيم لكل صلاة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.
10- يستحب لمن سمع الأذان، وكان الأذان في الوقت، أن يردده، وكذلك الإقامة، فيقول مثل ما يقول المؤذن، إلا في الحيعلتين، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وفي الإقامة (قد قامت الصلاة) يقول: أقامها الله وأدامها، وفي التثويب في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) يقول: صدقت وبررت.
ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الوسيلة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإن من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت عليه الشفاعة. رواه الجماعة إلا البخاري.
ويستحب كذلك أن يقول حين يسمع الأذان ما ورد في حديث مسلم الذي يرويه عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يسمع النداء: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأن محمدًا رسول الله، رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا، غفر له ذنبه.
لماذا لا تؤذن المرأة؟
تقول لجنة الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء إن الأذان لا يشرع للمرأة؛ لما رواه الشيخان عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»، فدَلَّ على أن الأذان عبادة الرجال؛ لأنهم المخاطبون به.
وروى البيهقي في “سننه” عن أسماء رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ أَذَانٌ وَلَا إِقَامَةٌ»، وهو ضعيف مرفوعًا كما نص عليه البيهقي نفسه. انظر “السنن الكبرى”. لكن رواه عبد الرزاق في “المصنف” بسند صحيح موقوفًا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
والحكمة من جعل الأذان مختصًّا بالرجال- تقول الإفتاء- أنَّ ذلك أستر للمرأة، وأكثر صيانةً لها كما هو مقصود الشريعة؛ قال الشهاب الرملي في “فتاواه” في جواب سؤال رفع إليه: [الأذان عبادة الرجال، والمرأة ليست من أهلها، وإذا لم تكن من أهلها حَرُم عليها تعاطيها، كما يحرم عليها تعاطي العبادة الفاسدة، وأنه يستحب النظر إلى المؤذن حالة الأذان، فلو استحببنا للمرأة لَأُمِر السامع بالنظر إليها، وهذا مخالف لمقصود الشارع] اهـ.
أما عن حكم إقامة النساء للصلاة، فقد أكد كثير من أهل العلم أنه لا يشرع للمرأة أن تؤذن أو تقيم في صلاتها إنما هذا من شأن الرجال، أما النساء فلا يشرع لهن أذان ولا إقامة بل يصلين بدون أذان ولا إقامة.
اقرأ أيضًا:
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
3 أمور واجبة على التاجر.. الإفتاء توضح حكم إضافة المصنعية على مشغولات الذهب والفضة
بالفيديو| أمين الفتوى يوضح حكم الجلوس في الصلاة: يبطل الفريضة في هذه الحالة