علاقات و مجتمع
فتاة صغيرة، تقف في منتصف إحدى المدن الإيطالية، تتفقد الأماكن التي شاهدتها في فيلمها الكرتوني المفضل «لوكا»، مثلها مثل طفل، انبهرت بالثقافة والطعام الشهي وحياة الأصدقاء سويًا، وتعلقت بمشاهده المختلفة، فالسفر إلى المناطق التي ظهرت في الفيلم، هو الحلم الذي روادها مثل اللحظة الأولى لمشاهدته، لذا قرر والدها أن تكون رحلتهم الصيفية هذا العام إلى إيطاليا، تحقيقًا لحلم ابنته «فرح».
جرجس موسى، أب مصري، يقيم في مدينة ستوكهولم بالسويد، ورغب في قضاء الأجازة هذه السنة في دولة مختلفة، فاختار إيطاليا لتكون وجهته، وقرر أن يحضر مفاجأة لطفلته الوحيدة «فرح» والتي تبلغ من العمر 6 سنوات، لزيارة المكان الحقيقي المستوحى من مشاهد فيلم «لوكا» الشهير.
«جرجس» يحقق حلم ابنته ذات الـ6 سنوات
ويحكي «جرجس» في حواره لـ«هن» عن شعور ابنته عندما علمت بسفرها إلى المكان الذي لطاما رغبت بزيارته: «طبعا طارت من الفرحة لما قولت لها إننا رايحين، وكانت حرفيًا بتعد الأيام، كل يوم باقي قد إيه ونسافر، وأول ماوصلنا كانت بتجري بهستيريا في الشوارع، وكانت بتشاور علي كل حيطة وسور وبلكونة وسلم، وتقول ده لما لوكا والبيرتو كانوا بيعملوا كذا، كأنها بتعيد مشاهد الفيلم في ذهنها».
«جرجس» فرحوا أولادكم وابنوا ذكريات معا
الطبيعة الساحرة، التي لم تستطع الابنة الصغيرة مقاومتها، وتلك المقارنة التي وضعتها بين المكان الواقعي والكرتون، كان مبهرًا للعائلة كلها وليس هي فقط، بحسب ما ذكره والدها لـ«هن»: «الصور اللي التقطناها ظالمة للمكان، لإنه على الحقيقة أجمل بكتير، وتطابق المشاهد خلى التجربة في مستوي تاني، وأنا كأبوها اتبسطت أكتر منها».
ويروي «جرجس» أن سبب تعلق صغيرته بهذا الفيلم دون غيره، أن الكرتون يحكي عن قصة صداقة بين 3 أطفال، فكانت «فرح» تشعر كما لو أنها صديقتهم الرابعة، فضلًا عن أنها الطفلة الوحيدة ولا يوجد لديها أخوات، ومقيمة في بلد غريب: «بحكم إننا بنعيش في دولة مختلفة بعيدة عن أهلنا وأصحابنا، فكانت فرح بتحس بالوحدة، وبتشتاق لتكوين صداقات مع أطفال زيها، وده اللي لقيته في الفيلم، بالاضافة إلى أنها بتحس بشبه بينها وبين شخصية البنت جوليتا».
كما وجه «جرجس» نصيحة إلى الأهل، بأن يسعوا إلى إسعاد أولادهم، بما يقدروا عليه، ففي كل الأحوال يوجد ظروف معيشية صعبة، ولكن بناء الذكريات السعيدة معهم لا يقدر بثمن:«أنا شخصيًا عندي دائمًا اهتمام إني أكون ذكريات مع بنتي، عشان في يوم من الأيام لما تكبر، وتبص لصورنا سوا، وتشوف جزء من حياتها، مليئ بضحك وفرحة، ولعب وأحضان، مش مجرد شخصية أب وخلاص».