علاقات و مجتمع
كان حلم الوصول لكلية الهندسة يراودها منذ نعومة أظافرها، تحلم بلقب «المهندسة آية»، تقوم بأعمال المنزل، وخاصة فنون المطبخ والطهي، وتضع تركيزها فقط بالدراسة والكلية، وتحضيرها للزفاف، إلا أن أسرتها كانت تتهمها بالتقصير تجاة «المطبخ والطهي» لتقرر تعلم فنونه بمساعدة خطيبها الذي أصبح زوجها وشريكها اليوم، حتى بات الأمر تحديا في إظهار موهبتها بالمطبخ قبل مهارتها بالدراسة أيضًا، أمور كثيرة عاشتها آية محمود، صاحبة الـ22 عامًا، قبل أن تصبح أشهر شيف للأكلات البيتي بمدينة دهب الساحلية.
آية درست الهندسة وسبتها
حلم لم يتوج بالتخرج عاشته «آية» بعد التحاقها في كلية الهندسة، إلا أن حاجتها للعمل رفقة المكان المتواجد به زوجها جعلها تقرر تأجيل استكمال دراستها عام خلف عام: « الدراسة في كلية الهندسة كان حلم طفولتي، وحققته وكان المفروض أتخرج السنة دي، لكن حصلي كام مشكلة نفسية، أجلت الدراسة سنتين ووقتها قررت أسحل نفسي في الدنيا علشان أتعافى، وكان عبدالرحمن جوزي طول الوقت كان جنبي، ودعمني نفسيا في موضوع الدراسة من قبل خطوبتنا وبعد جوازنا كمان».
حلم لم يكتمل
محاولة العودة للدراسة لم تكتمل بسبب مصروفات الكلية، الأمر الذي جعل الفتاة تتخلى عن حلمها بحسب ما ذكرته لـ«هُن»: «بعدها حاولت أرجع دراستي تاني، لكن لقيت مصاريف الجامعة غالية جدا، فقررت السنة دي اتخلى عن حلمي وهقدم كلية علوم، مع التركيز في مشروعي».
مشروع بدأته في دهب
اتهامها بالتقصير خلق نوعا من التحدي لدى الفتاة العشرينية: «كانت عائلتي وأولادهم بالكامل طول الوقت بيتهموني إني مركزة في دراستي زيادة ومبعرفش أعمل أكل وحتى شريك حياتي مش هعرف أكله، بس أنا كنت واثقة إني بعرف وعبدالرحمن كان مأكدلي إن اكلي حلو، وقتها اقترح عليا فكرة المطبخ البيتي في دهب فقررت افتح المجال ده إثباتا لعائلتي كلها أني فعلا مش بس هأكل شريك حياتى، لا أنا هأكل مدينة كاملة».
800 جنيه فقط كانت رأس مال «آية» بحسب حديثها: «كنت مترددة شوية قالي أنا هديكي رأس المال، وخدت 800، ونزلت بوست على جروب دهب سألت الناس إيه رايكو أعمل أكل بيتي، ورحبوا جدا جدا بالفكرة، نزلنا جبنا البضاعة وبدأت».
ذكريات أول أوردر
الطلب الأول لا يُنسى مطلقًا بحسب آيه: «كنت متوترة جدا وبغرق في شبر ميه، بعد أول أوردر لقيت ريفيوهات الناس كويسة جدا ومشجعة جدا، وبدأو يكتبولي على الجروب وعلى جروبات دهب ودا كان محفزني جدًا، وبعد أول اسبوع قدرت أوفر الـ800 جنيه واكسب، وبقى الشغل يشغل نفسة والمكسب بقى رأس مال».
محشي وطواجن وحلويات
محشي وطواجن وحلويات وأكلات مصرية بدأت بها «آية» قبل أن تحقق شهرة بين المصريين والأجانب: «بدأت أطلع وجبات بسعر مخفض للعمال وللشباب والعاملين في كل الكافيهات والكامبات، وبدأت أنزل على جروبي وجروبات دهب، والمينيو يومي متغير وبقى الكل يطلب مصريين وأجانب».
شغل من الفجر لليل
دورة يومية تعيشها آية محمود، خلال عملها: «الفجر بقعد أسوق للشغل، واستلم أوردرات، والصبح أخرج أجيب الطلبات، وأطبخها الضهر، ومن العصر للمغرب أسلم الطلبات ويجي الليل أنام 4 ساعات، وأصحى تاني اسوق لشغل تاني يوم».