علاقات و مجتمع
«أنا وخيوطي والست أم كلثوم..» كلمات اختصرت بها الثلاثينية آيات علي، رحلة الـ 4 سنوات من العمل في الكروشيه والمشغولات اليدوية والمكرمية، قصتهم بين تشجيع الزوج والأهل ومساعدة الأولاد لأن يصبح عملها معروفاً وتقيم ورشا متعددة في المتحف القومي للحضارة كما تقدم ورشا خاصة لتعليم الأطفال المشغولات اليدوية التي تصنعها، ذلك بعد غياب طويل ودراسة مختلفة تماماً عن عملها، روت كواليسها لـ«الوطن».
بداية العمل في المشغولات اليدوية
كانت الأم هي الحافز الأول للسيدة آيات علي، بعد تخرجها في جامعة المنيا كلية الآداب قسم لغة عربية، وانتقالها من محافظة المنيا مركز بني مزار إلى القاهرة من 17 عاماً، قررت الأم أن تساعد ابنتها من تحقيق حلمها وحبها للألوان والعمل اليدوي، قالت «آيات»: «بحب الألوان جدا كنت شاطرة في حصة الاقتصاد المنزلي في المرحلة الإعدادية اتعلمت الكروشيه والتطريز والتريكو، نسيت كل حاجة في فترة الثانوية العامة والجامعة وبعد سنين كتير كان مفارش الكروشيه الألوان وتناسقها مع بعضها وفي مكالمة لماما قالت انت كنتي بتعملي كل ده اعملي وبعدها بفترة صغيرة جدا انتقلت إلى رحمة الله».
بعد تشجيع والدتها وبداية عملها فقدت والدتها وتملكها الشعور بالاكتئاب والوحدة، قالت «آيات»: «بعد فترة اكتئاب، أختي الكبيرة وأمي التانية كلمتني عن الكروشيه وقالت لي اعملي وكانت بتبعتلي صور حاجات كتير وبدأت اعمل لبناتها، ومع المتابعة والقراءة كتير في المجال ده قدرت اتعلم إزاي أنفذ تصميم عبارة عن رموز على ورق ومن هنا قدرت أنا اللي أعمل الرموز دي وأنفذ بترونات وأشكال خاصة بيا عملت مفارش وملابس وشنط».
الاتجاه لعمل علامتها التجارية
عندما انتشرت صناعتها ومشغولاتها اليدوية بين الناس نصحها زوجها بعمل شيء تميز به عملها قالت: «في يوم حد بعتلي صورة أعمله زيها فوجئت أنها صورة شغلي، قولت لجوزي قالي مينفعش تسيبي حاجتك كده لازم تميزيها، قعد يسمع مني أنا عايزة أوصل بيه لفين وأعمل إيه فيه علشان نقدر نعمله اسم وكان اختيار نايل يتناسب جدا مع فكرتي انه دائما العطاء وفياض فسميته نايل كروشية، اللوجو جوزي هو اللي عمله بأدوات بسيطة جدا على الكمبيوتر والحقيقة أنا بعتز بيه جدا جدا وبدأت رحلتي من غرفة المعيشة في البيت حتى الآن».
أما العمل في المكرمية فجاءت بعد محاولات تعلم وفشل متكررة قالت :«في إجازة الصيف منذ عام مضى تعلمت بدايات المكرمية، جرأتني كتير البداية دي لأني فشلت إني أتعلم من اليوتيوب وكل يوم بالليل بعد ضغط اليوم كله من مذاكرة ومناهده مع الأولاد وواجبات المنزل أقعد أنا وخيوطي وأنغام أم كلثوم وأبدأ لقيت نتيجة مكنتش مصدقة في البداية الأولاد شافوا الشغل فرحوا بيه جدا وشجعوني بدأت أعمل تصميمات مميزة».
أعمالها في متحف الحضارة
كانت بداية إجازة صيف 2022 هي انطلاق عملها في متحف الحضارة عندما زارته لأول مرة مع أحد أبنائها، ومن ثم بدأت الورش، قالت: «وديت ابني يحضر ورشة في متحف الحضارات وبنتكلم عن ورش للكبار شافوا صور منتجاتي وكانت الفكرة اني اعمل ورشة تعليمية هدفها فائدة الغير ووضع بداية لكل شخص بيحاول بيجرب وعايز يعمل حاجة وبالتنظيم مع أستاذة عزة رئيس القسم التعليمي في المتحف بدأت أول ورشة كنت خايفة جدا بس النتيجة ومحبة المتدربات خلاني واحدة تانية كانت النتيجة مبهرة والإقبال عليها كان مميز، وناس كتير طلبت ورشة مكرمية عملناها تاني والحمد لله النتيجة رائعة».
أما المتحف نفسه وزيارتها المتكررة له فتح لها مجال التصميمات الفرعونية أو اللمسات المصرية عليها، وعمل منتجات عليها رموز فرعونية شهيرة، قالت: «عملت منتجات من الحضارة الفرعونية منها شجرة الحياة اللي مثلت الصراع بين الخير والشر في أسطورة إيزيس وست وعملت طائر البومة وقد إيه حظي بمكانة عالية في عصر الملك رمسيس الثاني كما استخدم في اللغة الهيروغليفية ليرمز للحرف ميم M، وزهرة اللوتس وريشة ماعت وفن المياندر وهو فن الأشكال الهندسية اللي كان بتتميز به جدران المعابد وبعد ذلك استخدم في الفن الإسلامي».