علاقات و مجتمع
لم تعقها الإعاقة البصرية عن البحث والتحقق، عن الدقة والسير خلف حلمها، آندي العربي، صاحبة الـ 24 عامًا، كفيفة، فلم تر النور طيلة عمرها لكنه رآته بعقلها، فكان تنوير العقل هو غايتها ورسالتها، بعدما قررت الالتحاق بكلية الأداب ودراسة اللغة اليونانية، حبًا في اللغة، ورغبة في البحث عن تاريخ اليونان.
اتولدت كفيفة لكن تفوقت في الدراسة
تعود «آندي» بالذاكرة للخلف، خلال حديثها لـ «هُن» مؤكدة إنها وُلدت بمشكلة صحية، أجبرتها للدخول للحضانة، إلا ن تعرضها للأكسيجين الزائد عن الحد تسبب لها في حرق الشبكية وفقدان البصر، إلا أن الأمر لم يعقها مُطلقًا عن مسيرتها العلمية والعملية، والتفوق الدراسي.
مدرس معتمد وإذاعية
لم تكتف الفتاة العشرينية بالدراسة فقط، بل أثقلت خبرتها وتفوقها حتى أصبحت مدرسا دوليا معتمدا، ومقدمة برامج بالفقرة اليونانية التابعة للبرنامج الأوربي بماسبيرو.
تناظر شكسبير بـ أطياف عرش ألبا بعد 13 سنة
واليوم، تحتفي آندي العربي، بباكورة بحثها المتواصل منذ 13 عاما، من البحث والتدقيق، داخل معرض الكتاب، التي لم تعتمد فيهم على طريقة برايل مُطلقًا، بل كان بحثًا ذاتيًا باستخدام برامج الحاسب الصوتية للمكفوفين: «أطياف عرش ألبا، أول رواية ليا، بتناقش تاريخ ممكلة إسكتلندا القديمة، وبتدور في القرن الـ11 الميلادي، وتحديدًا عن قصة آخر ملوك الغال».
متابعة: «الرواية بتناظر مسرحية مكبث الشهيرة لشكسبير، اللي أظهر فيها الملوك دول كأنهم اساطير من الخيال، لكن الحقيقة إنهم كانوا أشخاص حقيقية وليهم تاريخ كبير عشان كدة الرواية كلها على لسانهم بدون راوي لتقليل المسافة بين الحقيقة والقارئ».
وحول الصعوبات التي واجهتها، أوضحت أن البحث لم يكن سهل على الإطلاق: «أنا شغالة من 2010، معتمدتش على برايل لأن الوثائق مش موجودة بيه، لكن بحث تقليدي باستخدام برامج الصوت، كان عندي صعوبة الاقي الأدلة والوثائق لكن وصلت في النهاية لأني بتحرى من كل حرف».
وأوضحت الفتاة أن شهرة ونجاح المسرحية خلقت لدى جمهور الرواية فضول لشرائها وقراءة ما بها.