علاقات و مجتمع
وهن الجسد وضعفه لم يزدهن إلا صمودا وإصرارا على التمسك بتراب الوطن، وفقد الأحبة لم يزدهن إلا صبرا وجلدا، أوضاع قاسية مجهولة تعيشها السيدات من كبار السن في غزة، بعد تصاعد الأحداث منذ اندلاع طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، والرد الإسرائيلي الغاشم بنيران المدافع وقصف الطيران الإسرائيلي الذي طال المنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات.
سيدات غزة من كبار السن عشن واقعا أليما امتد معهن منذ طفولتهن وشبابهن وحتى كهولتهن، أجسادهن قضت عقودا طويلة تواجه صعوبات معيشية ونفسية قاسية ما بين الحصار المستمر وصعوبة توفير الخبز والمياه وبين أهوال الحروب ودفن الأهل والأصحاب والولد، حتى عندما اشتعل الرأس شيب ووهن الجسد لم يكن ذلك مبررا لقضائهن أوقات آمنة مطمئنة.
197 ألف مسن في قطاع غزة معظمهم من النساء، بنسبة 5% من إجمالي السكان في قطاع غزة بحسب وكالة أنباء وفا، ولا توجد تقارير عن أوضاعهم الصحية والجسدية خاصة بعد انقطاع الاتصالات والإنترنت، فقط مشاهد قليلة رصدت أوضاعهم من خلال صرخات بعضهم ونحيبهم على فراق الأبناء والأحفاد والأزواج عبر شاشات التلفزيون.
الحروب تزيد من اعتلال الصحة للسيدات من كبار السن
أمراض مزمنة وحالة نفسية صعبة تعاني منها السيدات من كبار السن عموما وهو ما يستلزم أن تخضع السيدات في هذا العمر إلى رعاية خاصة، ويزيد الحالة الجسدية والنفسية اعتلال حدوث الكوارث والحروب وفقا للدكتورة هبة محمد عز العرب، استشاري أول طب المسنين جامعة عين شمس، لافتة إلى حالة التشريد وعدم الاستقرار تزيد من مخاطر الحالة الصحية للمسنات الفلسطينيات.
مشكلات صحية ونفسية
مشاعر الفقد والتشرد يترك جرح غائر في نفوس سيدات غزة من كبار السن والعجائز، مسببا مشكلات صحية عديدة، تعمد إلى إيقاظ الرواسب النفسية من مشاعر الحسرة والأسى والحزن والإحباط الكامن داخلين منذ بداية النكبة واغتصاب أراضيهم، وفقا لـ «عز العرب» في حديثها لـ «الوطن».
آلزهايمر والاكتئاب
آلزهايمر والاكتئاب أبرز الأمراض التي تصيب السيدات من كبار السن بعد الصدمات والكوارث والحروب ومشاعر الفقد، بحسب استشاري أول طب المسنين جامعة عين شمس، لافتة إلى أن السيدات من كبار السن يكون لديهن صعوبة بالغة في التكيف وهو ما يدفع معظمهن بعدم ترك منازلهن، ونتيجة التشريد وترك منازلهن عنزة يسيطر عليهن مشاعر الاكتئاب الشديدة والأرق وفقد الشهية.
صعوبة توفير الحياة الكريمة
صعوبة توفير الحياة الكريمة ومتطلبات المعيشية الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن للسيدات من كبار السن في غزة تزيد من الضغوطات النفسية لديهن، حيث إن السيدات من كبار السن عموما يتولد لديهن شعور بالإحباط كونهن يعتبرن أنفسهن غير منتجات بعد أن كن أساسا للعطاء وقد يظنن بأنهن أصبحن عالة على المحيطين بهن، وكل هذه الأمور تنعكس سلبا على صحتهن وحالتهن النفسية، بحسب «عز العرب».
نقص الأدوية
عدم وجود العائل واستشهاد الأبناء وصعوبة توفير الأدوية اللازمة، إضافة لاحتمالية تعرضهم للإصابة والتعرض للعدوى لنقص المناعة والوفاة نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي تزيد من معاناة السيدات من كبار السن في قطاع غزة، وتصيبهن بحالات الخوف والهلع والفزع، تظهر في صورة كوابيس وصعوبات بالنوم وآلام جسدية فعلية، ستلزم العلاج النفسي بالعقاقير، مع جلسات العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي، وفقا لاستشاري أول طب المسنين جامعة عين شمس.