حذرت دراسة حديثة من أن الاستهلاك المفرط لـ مشروبات الطاقة يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، خاصةً لدى الشباب والأفراد الذين يعانون من حالات صحية مسبقة. وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد شعبية هذه المشروبات التي تحتوي على جرعات عالية من الكافيين ومكونات منبهة أخرى. ويشير الخبراء إلى أن الإفراط في تناول هذه المشروبات يعرض الصحة العامة للخطر.
مخاطر الإفراط في تناول مشروبات الطاقة
وفقًا لتقرير نشرته مجلة “BMJ Case Reports”، فإن الجرعات الزائدة من الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة تساهم في ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ. ويمكن أن يؤدي هذا الارتفاع المستمر في الضغط إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة احتمالية حدوث سكتة دماغية. توصي الجهات الصحية بتناول ما لا يزيد عن 400 مليغرام من الكافيين يوميًا، وهي كمية تتجاوزها العديد من مشروبات الطاقة في عبوة واحدة.
تختلف كمية الكافيين في المشروبات المختلفة؛ فكوب الشاي يحتوي في المتوسط على حوالي 30 مليغرام، بينما يحتوي فنجان القهوة على ما يقرب من 90 مليغرام. في المقابل، قد تحتوي بعض علامات مشروبات الطاقة على أكثر من 200 مليغرام من الكافيين في عبوة واحدة صغيرة، مما يجعلها مصدرًا مركزًا للكافيين يتطلب الحذر.
تأثير المكونات الأخرى في مشروبات الطاقة
إضافة إلى الكافيين، تحتوي مشروبات الطاقة عادةً على مكونات أخرى مثل التورين والغوارانا والجنسنغ والغلوكورونولاكتون. تشير بعض الفرضيات العلمية إلى أن هذه المكونات قد تعزز تأثير الكافيين، مما يزيد من المخاطر الصحية المرتبطة به. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث جارية لتحديد مدى تأثير هذه المكونات بشكل قاطع.
الآن، يزداد القلق بشأن زيادة استهلاك هذه المشروبات بين المراهقين والشباب، الذين قد لا يكونون على دراية بالمخاطر الصحية المحتملة. كما أن تسويق هذه المشروبات غالبًا ما يستهدف هذه الفئة العمرية، مما يزيد من سهولة الوصول إليها.
أعراض السكتة الدماغية وأهمية التدخل السريع
شددت المجلة على أهمية التعرف على أعراض السكتة الدماغية والتحرك بسرعة عند الاشتباه في الإصابة. تشمل هذه الأعراض ضعفًا مفاجئًا أو تنميلًا في أحد جانبي الجسم، وصعوبة في التحدث أو فهم الكلام، واضطرابات في الرؤية أو التوازن، وصداعًا شديدًا ومفاجئًا. يُعد التدخل الطبي السريع أمرًا بالغ الأهمية في تقليل الضرر الناجم عن السكتة الدماغية وتحسين فرص التعافي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى أعراض أخرى مثل الأرق والقلق والتهيج وسرعة ضربات القلب. يجب على الأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض تقليل استهلاكهم للكافيين والتحدث مع الطبيب إذا استمرت الأعراض.
وقد ربطت دراسات سابقة بين الاستهلاك المفرط للكافيين وزيادة خطر الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تأثيره على الصحة النفسية. هذا يسلط الضوء على أهمية الاعتدال في استهلاك الكافيين بشكل عام، وليس فقط من خلال مشروبات الطاقة. من المهم الانتباه إلى مصادر الكافيين الأخرى مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
تحتاج وزارة الصحة والهيئات المختصة إلى زيادة حملات التوعية حول مخاطر الاستهلاك المفرط لـمشروبات الطاقة، خاصةً بين الفئات الأكثر عرضة للخطر. كما يجب وضع قوانين ولوائح لتنظيم تسويق هذه المشروبات والحد من كمية الكافيين المسموح بها في كل عبوة. من المتوقع أن تصدر الوزارة بيانًا رسميًا في غضون الأسابيع القادمة حول هذه القضية وتوضيح الإجراءات التي سيتم اتخاذها للحد من هذه المخاطر.
