11:46 م
الثلاثاء 15 أبريل 2025
كتب- أحمد الضبع:
وسط حالة طوارئ غير مسبوقة لم تشهدها منذ أكثر من 50 عامًا، تسابق دول وسط أوروبا الزمن لاحتواء تفشي مرض الحمى القلاعية الأشد فتكا بين قطعان الماشية، بعد تسجيل إصابات واسعة النطاق دفعت السلطات إلى إغلاق الحدود وإعدام آلاف الحيوانات، في محاولة عاجلة للسيطرة على العدوى.
ورغم أن المرض الفيروسي لا يُصنف كتهديد مباشر للبشر، إلا أن خصائصه الوبائية وأعراضه الخفية وتأثيراته الاقتصادية تثير قلقًا متصاعدًا، خاصة مع تحذيرات من احتمال انتقاله عبر الرياح والأسطح، بحسب تقرير نشرته “بي بي سي” البريطانية.
هل تنتقل الحمى القلاعية إلى الإنسان؟
تعد الحيوانات مثل الجاموس والخنازير والأغنام والماعز والغزلان، من أكثر الكائنات عرضة للإصابة بمرض الحمى القلاعية، ما جعل الإنسان عُرضة للإصابة بها، خاصة لوجود تعامل مباشر بين البشر وهذه الحيوانات، التي يتم تربيتها في المنازل الريفية والمزارع.
وينتقل فيروس الحمى القلاعية بين الحيوانات عبر الجهاز التنفسي أو الفم، بينما تعد إصابة الإنسان به نادرة، وتحدث غالبًا عند التعامل المباشر مع الحيوان المصاب، سواء أثناء الذبح أو الحلب، أو من خلال تناول الحليب غير المغلي.
ورغم أن الفيروس لا يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الإنسان، إلا أن التعامل غير الآمن مع الحيوانات المصابة قد يفتح الباب أمام الإصابة بأمراض أخرى أكثر خطرا.
ويشير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (cdc)، إلى أنه يحدث أحيانًا خلط بين مرض اليد والقدم والفم (HFMD) الذي يصيب الأطفال، ومرض الحمى القلاعية الذي يصيب الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، موضحا أنه من المهم التأكيد أن مرض اليد والقدم والفم عند الأطفال لا علاقة له بمرض الحمى القلاعية الحيواني، فهما مرضان مختلفان تمامًا.
أعراض الحمي القلاعية التي تصيب الحيوانات
بحسب مديرية الطب البيطري بالقاهرة، تظهر أعراض الحمى القلاعية بشكل حاد في الماشية، وتشمل:
– ارتفاع حاد في درجة الحرارة (حتى 42 مئوية)
– فقدان الشهية وتوقف مفاجئ في إنتاج اللبن
– هبوط عام وظهور فقاعات مؤلمة في الفم والأنف والقدمين والحلمات
– تقرحات تعيق الحركة وتسبب عرجًا شديدًا
ورغم انخفاض معدلات الوفاة في الأبقار البالغة (أقل من 5%)، إلا أن الحيوانات الصغيرة -خصوصًا العجول- قد تنفق سريعًا دون ظهور أعراض واضحة، نتيجة إصابات بالقلب.
وفي الأغنام والماعز، تكون الأعراض أقل وضوحًا، إلا أن المرض يظل خطيرًا على الصغار، خاصة الحملان والخنازير.
مقاومة عنيدة للفيروس وتحذيرات من العدوى عبر الهواء
تظهر الحمى القلاعية قدرة عالية على الانتقال بين الحيوانات، إذ أن الفيروس ينتشر عبر الهواء، والاحتكاك المباشر، والأسطح الملوثة، وحتى عن طريق القوارض والرياح والسوائل البيولوجية الملوثة مثل السائل المنوي.
ويمتاز الفيروس بقدرته على البقاء حيًا لفترات طويلة، خاصة في الظروف الباردة، إذ قد يعيش في التربة لستة أشهر خلال الشتاء، وفي اللحوم المجمدة والغدد الليمفاوية ومنتجات الألبان غير المبسترة، كما يمكنه مقاومة الظروف البيئية القاسية.
طرق المكافحة والسيطرة على مرض الحمي القلاعية
في الدول المتقدمة، يعتمد على الإعدام الفوري للمصابين والمخالطين للسيطرة على الفيروس، بينما تتبع الدول النامية نظام التحصين الدوري المجاني، بدءًا من عمر 6 أشهر، ويعاد التطعيم كل 4 إلى 6 أشهر نظرًا لقصر مدة المناعة.
ومن ضمن التدابير الوقائية:
– عزل الحيوانات المصابة وتطهير الحظائر
– منع اختلاط الحيوانات ورعاتها
– التخلص من المخلفات بالحرق أو الدفن
– وتطهير الأرضيات والأدوات بمركبات قوية مثل هيدروكسيد الصوديوم وكربونات الصوديوم
لا علاج.. فقط إجراءات داعمة
ولا يوجد علاج فعال للفيروس نفسه، ويقتصر التدخل الطبي على التخفيف من حدة الأعراض، من خلال تنظيف الفم والضرع بمطهرات خفيفة، وتغذية الحيوانات على أعلاف ناعمة وسهلة الهضم، إضافة إلى دهان الأقدام المصابة بقطران طبي بعد معالجتها بكبريتات النحاس.
الإبلاغ الفوري ضرورة
تشدد الجهات البيطرية على ضرورة الإبلاغ السريع عن أي حالة اشتباه، مع توضيح نوع وعدد الحيوانات المصابة، وإرسال تقارير أسبوعية لمتابعة الوضع ميدانيًا، من أجل الحد من انتشار المرض الذي يهدد الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي.
اقرأ أيضًا:
حسام موافي يكشف خطورة ارتفاع مستويات السكر في الدم- انتبه لهذه الأعراض
4 علامات مبكرة تنقذ حياتك من سرطان البنكرياس.. احذر هذه الأعراض
هذا ما يحدث لجسمك بعد تناول كوب من عصير القصب يوميا.. مفاجأة
“مدمرة للصحة”.. جمال شعبان يحذر من أسوأ اختراعات بشرية بعد السلاح النووي
“لا تتجاهلها”.. 4 أعراض قد تنذرك بوجود ورم في خلايا الدماغ