أعلنت مؤسسة الإمارات للدواء، اليوم السبت، عن منحها الموافقة التنظيمية لعلاج “إتفيزما” لعلاج ضمور العضلات الشوكي، وهو إنجاز هام يعزز مكانة الدولة كمركز رائد في توفير أحدث العلاجات الدوائية المتقدمة. يمثل هذا القرار خطوة حاسمة في دعم المرضى وتوفير خيارات علاجية مبتكرة تساهم في تحسين جودة حياتهم. وتأتي هذه الموافقة في إطار جهود الإمارات المستمرة لتطوير قطاع الرعاية الصحية.
أكدت فاطمة الكعبي، المديرة العامة لمؤسسة الإمارات للدواء، أن هذا الاعتماد يعكس كفاءة المنظومة الصحية وقدرتها على تقييم واعتماد الأدوية المبتكرة وفقًا لأعلى المعايير العلمية. وأضافت أن المؤسسة تعمل باستمرار على تسريع وصول المرضى إلى العلاجات المتقدمة، مع ضمان سلامة وفعالية هذه العلاجات.
الإمارات تتبنى علاجًا جينيًا متطورًا لضمور العضلات الشوكي
يُعد دواء “إتفيزما” علاجًا جينيًا يعتمد على ناقل فيروسي غُدّي، ويستهدف علاج ضمور العضلات الشوكي لدى البالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين، بعد استيفاء الشروط الطبية اللازمة. وتُعد الإمارات الدولة الثانية عالميًا التي تمنح الموافقة على هذا العلاج المبتكر، مما يؤكد ريادتها في تبني التقنيات الدوائية الحديثة. يُعتبر ضمور العضلات الشوكي مرضًا وراثيًا نادرًا يؤثر على الخلايا العصبية الحركية، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في العضلات.
نتائج الدراسات السريرية وعملية التقييم
استندت الموافقة التنظيمية على نتائج دراسات سريرية أظهرت تحسنًا ملحوظًا ومستدامًا في القدرات الحركية للمرضى الذين تلقوا العلاج. كما أظهرت الدراسات ملف أمان إيجابي للعلاج خلال مراحل التقييم المختلفة. وقد خضعت عملية التقييم لرقابة صارمة من قبل مؤسسة الإمارات للدواء، لضمان استيفاء العلاج لجميع معايير الجودة والسلامة المطلوبة.
وأضافت الكعبي أن منح الموافقة التنظيمية لهذا العلاج يعزز الثقة الدولية في النموذج التنظيمي للدولة، القائم على الجمع بين سرعة الإنجاز والدقة والشفافية. وتسعى المؤسسة إلى تعزيز الشراكات العالمية مع الشركات الدوائية الرائدة، بهدف توفير أحدث العلاجات للمرضى في الإمارات.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كمركز إقليمي للابتكار الدوائي. وتركز الاستراتيجية على توفير علاجات جينية متطورة وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، مع الاعتماد على نموذج تنظيمي حديث قائم على الحوكمة والشفافية. وتشمل الاستراتيجية أيضًا دعم البحث والتطوير في مجال الأدوية، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
بالإضافة إلى علاج ضمور العضلات الشوكي، تعمل مؤسسة الإمارات للدواء على تقييم واعتماد علاجات مبتكرة أخرى لأمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان والأمراض المزمنة. وتولي المؤسسة اهتمامًا خاصًا بتوفير العلاجات الشخصية، التي تعتمد على الخصائص الوراثية للمريض، لتحقيق أفضل النتائج العلاجية. وتعتبر العلاجات الجينية من أهم التطورات في مجال الطب الحديث، حيث توفر إمكانية علاج الأمراض الوراثية بشكل جذري.
من المتوقع أن يتم تحديد آليات توفير العلاج “إتفيزما” للمرضى المؤهلين خلال الأسابيع القليلة القادمة، مع الأخذ في الاعتبار التكاليف واللوجستيات المتعلقة بتوفير هذا العلاج المتقدم. وستعمل مؤسسة الإمارات للدواء بالتعاون مع الجهات الصحية المعنية لضمان وصول العلاج إلى المرضى الذين يحتاجون إليه في أسرع وقت ممكن. وتشير التوقعات إلى أن توفير هذا العلاج سيتطلب تنسيقًا وثيقًا بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية وشركات التأمين.
تعتبر هذه الموافقة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية الإمارات في بناء نظام رعاية صحية عالمي المستوى، قادر على توفير أحدث العلاجات للمرضى، وتحسين جودة حياتهم. وستواصل مؤسسة الإمارات للدواء جهودها في تطوير قطاع الدواء، وتعزيز الابتكار، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي. ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التطورات في مجال العلاجات الدوائية المبتكرة، مما سيعزز مكانة الإمارات كمركز رائد في هذا المجال.
