أدريان باولي، مهندس برمجيات هندي قعيد المكتب، يُعاني من آلام أسفل الظهر المزمنة لأكثر من عقد، قرر اللجوء إلى رأي يكون بعيدًا عن الأطباء، لم يلجأ إلى أخصائي جديد، بل لجأ إلى روبوت دردشة، باستخدام ميزة البحث العميق في «ChatGPT»، حسبما ذكرت مجلة «india today» الهندية.
هل الذكاء الاصطناعي يمتلك الحل؟
أدريان عاني من الآلام لسنوات طويلة، ما دفعه إلى طرق باب الذكاء الاصطناعي، لعله يجد فيه ما يشفى آلامه، لتكون المفاجأة، حيث لم يكتف الـ«AI» بتقديم تحليل مفصل لحالته، بل وضع خطة ديناميكية وشخصية تتكيف مع احتياجاته اليومية، وهو الأمر الذي لم يقدمه أي طبيب بشري من قبل.
قصة أدريان ليست استثناءً، ففي منتديات ريديت ومجموعات فيسبوك ومنصة إكس، يتزايد عدد الأشخاص الذين يتشاركون الحديث عن اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل أداة البحث العميق من «ChatGPT»، للحصول على رؤى طبية.
العديد من المستخدمين يشعرون أن الرعاية الصحية التقليدية تُرهقهم، حيث كشف البعض أن برامج الدردشة الآلية قد قدّمت تفسيرات أوضح، وتوصيات أكثر تخصيصًا، وفي بعض الحالات، تشخيصات أكثر دقة من الأطباء الذين زاروهم.
تساؤلات عديدة حول دور الذكاء الاصطناعي
هذه الظاهرة طرحت تساؤلا مهما، وهو هل أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «ChatGPT» بمثابة رأي طبي يمكن الاعتماد عليه في تشخيص الأمراض والآلام؟، حيث إن ميزة البحث العميق في «ChatGPT»، التي تتيح للمستخدمين تحميل مستندات غنية بالسياق وتطرح أسئلة متابعة دقيقة، غيّرت قواعد اللعبة، وأصبحت المعلومات التي يقدمها المرضى أكثر تنظيمًا، فهو يُوجّه عملية تفكيرهم بشكل أفضل من أي وقت مضى مع جوجل، مع أنه لا يزال غير منطقي أو صحيح تمامًا.
بينما يُمثل ChatGPT تطورًا في كيفية جمع المعلومات وتلخيصها، يُحذّر الدكتور إيشوار جيلادا، المتخصص في الأمراض المعدية في معهد Desai Sethi Urology Institute الأمريكي للجراحة، من أنه لا يُغني عن الخبرة البشرية، مضيفًا، يُمكن لـ«ChatGPT» إرشادك، ومساعدتك في تقييم خطورة الحالة، بل واقتراح مُختصين، لكنه لا يُغني عن حكم الطبيب أو خبرته أو اللمسة الإنسانية التي لا تُضاهى في الاستشارة الطبية.
دور ChatGPT
الدكتور إيشوار جيلادا، الذى عمل على نطاق واسع مع المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسياً والرهاب المرتبط بها فى أوروبا، قال إنه رأى هذا التطور بنفسه: «على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية، كان المرضى يأتون إلينا مزوّدين بمعلومات من جوجل، وأحيانًا بمعلومات مشتتة أو غير دقيقة، لكن الآن، مع ChatGPT، أصبحت المعلومات التي يقدمها المرضى أكثر تنظيمًا، فهو يُوجّه عملية تفكيرهم بشكل أفضل من أي وقت مضى مع جوجل، مع أنه لا يزال غير منطقي أو صحيح تمامًا، يُمكن لـChatGPT إرشادك، ومساعدتك في تقييم خطورة الحالة، واقتراح مُختصين، لكنه لا يُغني عن حكم الطبيب أو خبرته».
تداعيات الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي
الطبيب الهندى أوضح أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يُفاقم تحولًا مجتمعيًا أوسع نطاقًا، حيث يُقلل التواصل البشري إلى أدنى حد: «جيل اليوم مُلتصق بالشاشات، فبدون التواصل البشري مع الأطباء والأصدقاء والعائلة – من السهل أن تبدأ بالاعتقاد بأنك مُصاب بمرض لا تعاني منه أصلًا، لكننى متفائلاً بإمكانية أن يكون للذكاء الاصطناعي دورٌ فعّال في الرعاية الصحية، شريطة أن يظل الأطباء أنفسهم على اطلاع، حيث يجب على الأطباء الارتجال ومواكبة التطورات، وإذا وجد مريضٌ علاجًا جديدًا على ChatGPT لم تسمع به من قبل، وتجاهلته جهلًا، فستفقد ثقته، وعلينا أن نطوّر هذه الأدوات بأنفسنا ونزوّدهم بمعلومات أفضل».
