في ظل الأجواء الرمضانية المبهجة التي تسيطر على عزبة حمادة بحى المطرية، ورغم الأصوات المرتفعة التي تحدثها الاحتفالات المختلفة، فإن هناك رائحة قوية تخترق الأنوف تجعل الشخص يتلفت حوله ليرى من أي مكان تأتي هذه الرائحة الجميلة، يبدأ في رحلة البحث حتى يصل إلى أحد الشوارع الخلفية من العزبة، وعند النظر إليها تجد مطابخ واسعة للغاية معدة بشكل خاص لهذا اليوم، الجميع يعمل على قدم وساق حتى ينتهي من الطعام المعد للآلاف من الأشخاص، يتنقلون بخفة وسط الأدوات المستخدمة في الطبخ.
ما يقرب من 50 طباخًا يشاركون في إعداد أكبر مائدة إفطار جماعي في المطرية، يروى «أحمد عبدالفتاح»، صاحب الـ50 عاماً، وأحد الطباخين المشاركين، أنه يتم وضع خطة مبدئية من 7 رمضان، ومن ثم تحديد الأصناف التي من المفترض عملها هذا اليوم، سواء خضار، لحوم، فراخ، وأخيراً شراء المستلزمات اللازمة لليوم المعهود.
السيدات هن الجزء الأساسي بمجهودهن في إفطار المطرية
«في اليوم ده الجميع بيشارك في إعداد الطعام وستات البيوت قبل الطباخين أنفسهم، فهن يعملن على إعداد المحاشى والطواجن»، حسب تعبير «أحمد» لـ«الوطن»، موضحاً أن السيدات هن الجزء الأساسى بمجهودهن، ويتم توزيع بعض الأكلات عليهن بشكل متساو حتى يظهر جمال هذا اليوم.
قبل إعداد المائدة بـ3 أيام، يتم شراء اللحوم وتجهيزها بالشكل اللازم للشواء، وفي صباح 15 رمضان، يستيقظ الجميع في السادسة صباحاً، للعمل على قدم وساق، ويبدأون في الاستعداد والبدء بعمليات الشواء وإعداد الأرز، «ولما ييجى العصر نبدأ نغلّف الأكل بعد ما نجيب اللي اتجهز في البيوت»، حسب تعبير أحد الطباخين بالمائدة.
جميع الأهالي والأبناء يشاركون بجهودهم
عمليات تغليف الطعام، تتم من قبل شباب عزبة حمادة، المختصين بمساعدة الطباخين وقت طهي الطعام، خاصة أن جميع الأهالي والأبناء يشاركون بجهودهم في الاستعداد لهذا اليوم، فضلاً عن وجود فريق آخر من الشباب مختص بمراقبة الطاولات والطعام الموجود عليها، حتى يضمن أن الجميع يتناول من الأصناف المختلفة المعدة بكل حب وخير للضيوف قبل أهالي المنطقة.
«أهل الخير وشباب عزبة حمادة هم المصدر الأول في نجاح هذا اليوم وتنظيمه بالشكل الذي ظهر عليه»، حسب تعبير «سيد بلش»، أحد مشرفي التنظيم، موضحاً أن إعداد هذا اليوم أصبح محفوظاً بالنسبة لهم، خاصة أنهم يعدونه منذ 9 سنوات.