سياسة التقشف – تعبيرية
تتزاحم أجندة الأخبار السلبية الواردة من لندن على مدار الأيام الماضية، إذ الحديث عن مدارس متهالكة، وسجون غير آمنة، وانهيار للموارد المالية، وسط تراجع الرضا من الشعب، وفقًا للاستطلاعات الأخيرة للرأي العام، ويتساءل الكثيرون عن ما الذي يحدث في بريطانيا؟ وما حقيقة التراجع السياسي والاقتصادي بالأوضاع هناك؟ وما علاقة كل ذلك بسياسة التقشف التي تتبعها المملكة على مدار 13 عاما؟
147 مدرسة حكومية مهددة بالسقوط في إنجلترا
كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الأسبوع الذي عاد فيه التلاميذ إلى فصولهم الدراسية استعدادا لـ العام الدراسي الجديد، نشرت الحكومة البريطانية وبشكل وصفته الصحيفة بـ«المخجل»، قائمة تضم 147 مدرسة حكومية في إنجلترا كانت مبانيها معرضة لخطر الانهيار، مع رفضها كتابة أسماء المدارس المتضررة.
نقل الطلاب لأماكن آمنة
وأوضحت الصحيفة، أن العديد من المدارس المعرضة لخطر السقوط تقع في دوائر حزب المحافظين الانتخابية، وجرى تطويق الفصول الدراسية وقاعات تجمع الطلاب وغرف الطعام الخاصة بهم والممرات قبل بدء الفصل الدراسي، ووجد الطلاب العائدون أنفسهم منقولين إلى ما أطلق عليه الصحيفة «أماكن آمنة» مؤقتة، حيثما أمكن العثور عليها.
وكشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن بعض المشكلات التي تظهر الآن في المباني المدرسية موجودة في «المدارس المجانية» لمايكل جوف، إذ تمت الموافقة على المباني دون إجراء عمليات الفحص المناسبة، لزيادة الأعداد العاملة خارج سيطرة السلطة المحلية.
مباني قديمة حولتها الحكومة لمدارس
ومن جانبها كشفت صحيفة «الأوبزرفر» عن أدلة تشير إلى أن الحكومة كانت في عجلة من أمرها لفتح مدارس مجانية جديدة في إنجلترا، لدرجة أنها كانت تشتري المباني القديمة التي جرى بناء العديد منها في فترة ما بعد الحرب مباشرة، باستخدام الخرسانة الخلوية والأسبستوس.
وأشارت إلى أن إحدى المدارس المجانية المدرجة في القائمة الحكومية الجديدة التي تضم 147 مدرسة، والتي أقيمت باستخدام الخرسانة الخلوية المسلحة المعقمة هي أكاديمية نورثهامبتون الدولية، وعندما جرى افتتاحها في عام 2017، كان على التلاميذ العمل في فصول دراسية مؤقتة بمنطقة شهيرة بتجارة المخدرات، إذ جرى تجديد مكتب فرز البريد الملكي السابق لاستيعابهم.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن المشروع كلف 40 مليون جنيه إسترليني، أي 10 ملايين جنيه إسترليني أكثر من الميزانية، وهي من ضمن المدارس المهددة بالسقوط، والتي جرى إلقاء اللوم فيها على عدم كفاية الدراسات الاستقصائية قبل الموافقة على الموقع في البداية، والآن أمرت الحكومة البريطانية المدرسة بإغلاق جزء من الموقع بسبب مخاوف من أن السقف ليس آمنًا.
وأوضحت أن جورج أوزبورن، مستشار حزب المحافظين السابق ومهندس التقشف، الذي أعتاد أن يتهم أسلافه من حزب العمال بالفشل في إصلاح السقف بينما كانت الشمس مشرقة، وجد نفسه بعد 13 عامًا من خفض التكاليف الذي بدأه، أن جزء كبير من المدارس والمنشآت التابعة لها معرضة لخطر الانهيار التام، ليوجه الموظفون الحكوميون السابقون اصابع الاتهام للسياسيين الذين يريدون توفير المال بدلا من دفع تكاليف الإصلاحات، إضافة لمسئوليته ع الكوراث السياسية الأخرى على حد وصفهم.
وعلى الرغم من ترويج بعض أعضاء البرلمان المحافظين الكثير من الأمل حول الأوضاع السياسية والاقتصادية، لم تظهر تقييمات استطلاعات الرأي العام أي علامة على التحسن، على الرغم من إطلاق عدد لا نهائي من المبادرات تستهدف إلى تغيير الوضع للأفضل، وفقًا للصحيفة البريطانية.
هروب سجين أسفل شاحنة توصيل يلقى الضوء على تأثير التقشف على تأمين السجون
وقبل ساعات من الإعلان عن قائمة المدارس المتداعية، كان السجين دانييل خليفة قد فر هاربا، بعد أن هرب من سجن «واندسوورث» بعد أن ربط نفسه أسفل شاحنة توصيل، وكان ألقى اللوم على نقص الموظفين وتخفيض ميزانيات السجون ضمن خطة التقشف التي تقوم بها الحكومة على مدار السنوات الماضية، بحسب ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، وتُطرح أسئلة حول سبب وجود «خليفة» في سجن من الفئة «ب» بالنظر إلى الجرائم التي يشتبه في ارتكابها، وهل كان خفض التكاليف أو نقص الموظفين أو فشل النظام.
إفلاس مجلس مدينة برمنجهام
ومن ضمن الأخبار السئية، ما أعلنه مجلس مدينة برمنجهام إحدى أكبر السلطات المحلية في المملكة المتحدة أنه أعلن إفلاسه فعليا، وتجمع الخبراء للتحذير من أن العديد من المجالس الأخرى في جميع أنحاء إنجلترا تعيش الآن بشكل مباشر بعد 13 عامًا من خفض التكاليف، بحسب ما أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية.