88 عامًا مرت على أشهر أغنية رمضانية وما زالت حاضرة في أذهان الشعوب العربية يتغنى بها الكبار والصغار مع قدوم شهر رمضان الكريم، هي أغنية «وحوى يا وحوى» التي غناها المطرب والمنشد الراحل أحمد عبدالقادر، وكانت شاهدة على ميلاد ابن محافظة الشرقية الذي ارتاد حلقات الذكر وتغنى بأغاني أم كلثوم، بحسب تصريحات حفيده المطرب إبراهيم عبد القادر، إذ أكد أن جده كان منشدًا ومغنيًا في عمر السادسة، وغنى الأغنية حينما كان يدرس في دبلوم المعهد العالي للموسيقى عام 1937.
«وحوى يا وحوى»، ألفها محمد حلمي المانسترلي على لسان طفلة صغيرة كانت تغني، ولحنها أحمد شريف، ولم يكن مقررًا أن يغنيها المطرب أحمد عبد القادر، بل تغنيها مطربة تسمى سيدة حسن، وبسب بمرضها استقرت الإذاعة المصرية على المطرب الشاب «عبدالقادر» الذى أبدع في غنائه لها وأصبحت من علامات وداع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان منذ ذلك الوقت، حيث كان ينشد في الإذاعة وحاضرًا في كل مناسباتها الدينية، بحسب موسوعة «أغنيات وحكايات» للباحث إبراهيم خليل إبراهيم.
«عبدالقادر» نال شهرة واسعة بعد الأغنية الأشهر التي تكلفت 125 جنيهًا، إذ كانت الإذاعة المصرية تفرض على المتقدمين للالتحاق فيها تقديم 3 أغان في سهرة مدتها ربع ساعة مقابل هذا المبلغ الذي يدفع منه أجور الفرقة الموسيقية والملحنين ويأخذ باقي المبلغ لنفسه، إلا أنه تغنى بـ«وحوى يا وحوى» في سهرة واحدة ليحصل على المبلغ كاملًا مقابل أغنية واحدة، ورغم أن الأغنية أعيد غناؤها مرة أخرى بكلمات فتحى قورة، وألحان أحمد صبري، وغناء هيام يونس، من فيلم «قلبي على ولدي» إنتاج سنة 1953، ثم أعيدت صياغتها للمرة الثالثة على يد الشاعر نبيل خلف وبألحان وليد سعد في 2009 وتغنى بها محمد منير فى العصر الحديث، ولحنها وليد سعد، إلا أن صوت أحمد عبد القادر ما زال حاضرًا في أذهان المصريين والعرب.ترجع كلمات هذه الأغنية إلى التراث نظرًا لأن كلمة «إيوحا» مأخوذة من «أيوح» وهو اسم القمر عند الفراعنة، والبعض يرجع كلمات هذه الأغنية إلى العصر الفاطمى معتمدًا على أن الكلمات الأصلية للأغنية يقول مطلعها: «أحوى.. أحوى.. إياها.. بنت السلطان.. إياها.. لابسة القفطان.. إياها»، وكتبها حسين حلمى المانسترلى، في قصر المانسترلى الذى خصصه ليحتضن منتدى للفنانين وظل شاهدا على مسيرة بعضهم.
