بعد وفاة الأب، أحب أن يستمر في مهنته التي زاولها، ورغم السنوات الطويلة في دراسة الهندسة الميكانيكية، قرر «يوسف» ترك مجال تخصصه الدراسي، ليكمل ما بدأه والده في العمل بـ«مطعم الجمهورية» للفول والفلافل بمحافظة الأسكندرية.
مطعم على الطراز القديم، أثاثه العتيق، وموقعه المميز بالقرب من البحر، أثار فضول المصور نور حفظي، ليلتقط صورا له، ويسأل عن صاحب المطعم، ليعرف عنه الكثير.
الحاج يوسف محمد علي، صاحب الـ57 عامًا، وحاصل على دبلوم 3 سنوات في الهندسة الميكانيكية، استطاع أن يستمر في العمل في مطعمه لأكثر من 42 عامًا، وحسب حديثه لـ«الوطن»، أنه توارث المهنة عن والده وأجداده، وباشر العمل فيه منذ عام 1982، موضحًا أن عُمر المطعم ما يقرب لأكثر من 60 سنة.
الحاج يوسف يترك العمل بالهندسة من أجل مطعمه
يقف في منتصف المطعم، يقدم أطعمة مما لذ وطاب، بطريقة مختلفة كما تعلمها من أبيه، تاركًا مجال تخصصه الدراسي في الهندسة، ورغم أن لديه 4 أخوة، إلا أنه قرر أن ينفرد بهذه المهنة، تحقيقًا لوصية والده في أن يظل باب المطعم مفتوحا لكل أهالي الأسكندرية: «أنا أصغر واحد في إخواتي، وكنت متعلق بوالدي، وعلمني سر المهنة، فحبيت أحققله وصيته».
يقع مطعم الجمهورية بالقرب من شارع إبراهيم القائد، وعلى مسافة قريبة من شواطئ البحر، يروي «يوسف» لـ«الوطن»، أن المطعم في فترة الثمانينيات، توافد عليه الكثير من المشاهير، إذ كانت فرقة رضا الموسيقية من أكثر زواره، كما تناول الإفطار على مائدة المطعم فنانين، وعلى رأسهم الفنان محمد نجم، والممثل علي حسنين.
ما هي سر خلطة «مطعم الجمهورية»؟
عبر الحاج يوسف لـ«الوطن»، عن أن أمانته مع زبائنه في الطعام النظيف الذي يقدمه، هي السبب الرئيسي الذي جعل محله مستمراً حتى اليوم، وذكر أنه سمي بـ«الجمهورية»، في الفترة التي تحولت فيها مصر إلى الجمهورية، فأطلق هذا الاسم على مطعمه، كما أن والده كان شيفًا لأحد الوزراء اليونانيين، وفتحه ليكون مصدر رزق له ولأولاده.
من دراسة الهندسة الميكانيكية إلى صاحب مطعم بدرجة شيف، يعشق سكان منطقته، شراء وجبة الإفطار منه ، فالأواني النظيفة، وطريقة الطهي المميزة، جعلت من مطعمه مكانًا يحب الجميع الأكل فيه: «الناس بتقولي إني طعم الفول والفلافل عندي، مختلف عن أي مكان تاني، وأمانتي في عمل الفطار للناس وبدون غش، زي ما والدي علمني، خلت الناس تحبني وتفتكره بالخير».
يفتتح الحاج يوسف مطعمه من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى العاشرة مساءًا، يبدأ يومه بقراءة القرآن، وفي حديثه لـ«الوطن»، ذكر أنه يختم قراءته 3 مرات في الشهر، وفي رمضان يختمه 5 مرات في الأسبوع، لزيادة البركة في عمله.