يمتلئ العالم بالأماكن والعادات الغريبة، لممارسة طقوس بدائية خاصة جدًا، كما لو كانوا في انعزال تام عن العالم الخارجي، رغم كل ما نالته البشرية من تطور تكنولوجي وحداثة، ومن ضمن أكثر الشعوب غرابةً قبيلة «الأغوري» بالهند، التي تعتبر ضمن «آكلي لحوم البشر»، وتعيش وسط المقابر وتمارس طقوسًا «شديدة الرعب».
معايشة لقبيلة من آكلي لحوم البشر
وفقًا لِما ورد على صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد أجرت المصورة الحرة تمارا ميرينو معايشة «غريبة وخطيرة» داخل قبيلة «الأغوري» بالهند، امتدت لشهر كامل، ومن ثم عادت بعدها لتروي وتنقل للعالم كل ما رأته في هذه القبيلة، وما يمارسه أبناؤها من عادات غريبة، وما تلامست معه من «جمالٍ ورعب».
«فضولي هو ما قادني لاستكشاف هذه القبيلة، لا سيما بعد معرفتي بأنهم من آكلي لحوم البشر، ويعتبرون القبيلة الأكثر رعبًا في كل من الهند ونيبال».. هكذا بررت «تمارا» جولتها الخطيرة، موضحة أنه في البداية؛ ولِما تتميز به هذه القبيلة من خطورة شديدة، بدأت عملها بالذهاب إلى كبير قبيلة «الأغوري» بابا رام ماهيش تعرض عليه الأمر، الذي بدوره منح لها الفرصة لتوثيق الحياة اليومية هناك وأعطاها «الأمان» والحرية الكافية، ومن ثم راحت تبدأ رحلتها.
استخدام جثث الموتى لممارسة طقوس العبادة
خلال جولتها في قبيلة «الأغوري» بالهند، وثقت «تمارا» حياة أبناء القبيلة، وكيف يعيشون وسط المقابر، ويتغذون على أكل لحوم البشر، وكيف يعتمدون على استخدام جثث الموتى لممارسة طقوسهم في العبادة: «يعيش الأغوري ويؤدون طقوسهم أثناء الليل، لذلك من أجل توثيق حياتهم، كان علي أن أبقى مستيقظة طوال الليل معهم بانتظام في أماكن حرق الجثث»، لافتة إلى أن هذه القبيلة تعتبر «إحدى الطوائف الأكثر رعبًا واحترامًا في الهند»، ويشتهر أبنائها بطقوسهم الغريبة التي يتبعونها في العبادة.
من خلال الصور التي التقطتها «تمارا» هناك، يظهر أبناء قبيلة «الأغوري» وهم يحرقون جثث الموتى في الهواء الطلق، وينغمسون في بيئات مُحاطة بالموت كجزء من روتين حياتهم اليومي: «هم يأكلون اللحم البشري في طقوس معينة ويستخدمون الجماجم والعظام البشرية في الاحتفالات واكسسوارات»، وأنهم يمارسون كل هذه الطقوس؛ اعتقادًا منهم أنها السبيل للتواصل مع القوى الروحية، وعلاج وإنقاذ حياة الناس من الأمراض العقلية والجسدية.
ممارسة التأمل ومزج المشروبات الروحية
من سمات أبناء هذه القبيلة الهندية، أنهم يتبعون الزهد في أسلوب حياتهم، ويحرمون أنفسهم من الملذات الحسية؛ مُفضلين استبدالها بالسعي وراء الأهداف الروحية، كما أنهم لا يعبدون الأوثان ويعتمدون على ممارسة التأمل ومزج المشروبات الروحية؛ إيمانًا أن ذلك يساعدهم على ممارسة قدر أكبر من التركيز.