يستيقظ في الصباح الباكر فيذهب إلى المدرسة، ثم يرجع آخر اليوم اليوم ليتناول وجبة خفيفة من الطعام، ويستبدل ملابس المدرسة، بزي رث قديم يتحمل عناء العمل، ثم يحمل جواله على ظهره، يتجول به في شوارع القاهرة، يلتقط الأوراق والكرتون التي يجدها في الطرق، وبين الأزقة، أو التي يعطونه إياها أصحاب المحال التجارية، من أجل مساعدة والده.
وليد ماهر، طفل له من العمر 12 سنة، يدرس في الصف الرابع الابتدائي، يعمل هو ووالده في تجميع الكرتون والورق المستعمل، ومن ثم كبسه وضغطه وبيعه بعد ذلك للمصانع، لإعادة تدويره، بجانب دراسته، من أجل المساعدة في نفقات الأسرة التي تتكون من الأب والأم وهو وشقيق له يصغره بـ6 سنوات.
رحلة «وليد» اليومية
«بروح المدرسة الصبح، وبعد كده بطلع من بعد العصر أجمع الكراتين لحد الساعة 8 بالليل»، هكذا روى الطفل لـ«الوطن»، مضيفًا أنه يسكن مع أسرته في منطقة منشية ناصر بالقاهرة، والتي ينتقل منها ماشيًا على قدميه، ليصل إلى حي الحسين وشارع الأزهر، «بعد ما بملى الجوال بفضيه عند ولاد عمي في المنطقة، وبعد كده بسرح بيه تاني لغاية ما املاه وارجعلهم بيه».
مضايقات يتعرض لها الطفل
في بعض الأحيان يتعرض الطفل للمضايقات من بعض الناس، ولكنه يحرص على الحفاظ على نفسه وأمواله، بالتجول بالقرب من مكان عمل أبناء أعمامه، ولا يستطيع الفرار من المهنة التي وجد نفسها فيها هو وأخوه، رغم صغر سنهما، «أخويا بيسرح برده، وبحاول مبعدش عن أولاد عمي عشان محدش يضايقني».