سيطرت حالة من الحزن على أهالي قرية الخطاطبة التابعة لمحافظة المنوفية، بعد وفاة إبراهيم عبد العزيز سلام، مدرس اللغة الإنجليزية، بمدرسة كوبانية الخطاطبة الإعدادية، الذي عرف بحسن الخلق وطيبة القلب، مما دفع طلابه وأهالي القرية بأكملها للخروج لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد أن سقط مغشيًا عليه في صلاة المغرب بعد يوم صيام طويل، ليترك بصمة لا تنسى في قلوب طلابه وأصدقائه الذين نعوه بكلمات تقشعر لها الأبدان عبر صفحاتهم الشخصية على «فيس بوك».
المعلم مات ساجدا
«مات على سجادة الصلاة» بهذه الكلمات شرح رضا نارد، شقيق زوجة المتوفي، اللحظات الأخيرة في حياة «إبراهيم» قبل وفاته، إذ أنه كان يعاني بعض الاضطرابات في المعدة الإ أنه كان يتعايش معها، فتوفى صائمًا في ذلك اليوم وخرج لإحضار الفطار لأسرته، وبمجرد حضوره إلى المنزل، جلس قليلًا ليتدبر آيات الذكر الحكيم قبل أذان المغرب، وفور الأذان فر مسرعًا لأداء الصلاة، وبمجرد وقوفه بين يدي الله، لفظ أنفاسة الأخيرة وهو يردد الشهادة، ليسترد الله أمانته وتذهب روحه إلى خالقها وهو ساجدا وفقًا لما رواه لـ«الوطن».
ييلغ «إبراهيم» 42 عامًا، ولديه 3 أبناء هم «سندس، مصطفى، ومحمد»، عرف عنه أنه دؤوب يحب العمل، كان يعمل منذه صغره لمساعدة نفسه وأهله، كان بيعول أمه في فترة شبابه، كان مكافحًا طوال حياته، وفق شقيق زوجته: «لما أتقدم لأختى مترددناش في زواجه منه لأخلاقه التي يشهد الجميع بها، كان حافظًا لكتابب الله عز وجل ويحرص على تعليمه للأطفال على الرغم من كونه ليس أزهريا، الإ أن حرص على إتقانه وختمه وكان يعمل أمامًا وخطيب أيضًا، رحمة الله عليه كان يحظى بمحبة الكبير والصغير وده السر في تشييع الآلاف من الأهالي لجنازته».
قلوب ودعوات صادقة للمتوفي
في جنازة مهيبة شيع أهالي قرية الخطاطبة التابعة لمحافظة المنوفية، المدرس الشاب الخلوق«إبراهيم» الذي استلمه تعيينه كمديرا لمدرسة الكوبانية الخطاطبة الإعدادية منذ مدة قليلة، بحسب الحديث الأخير الذي دار بينه وبين أحد الأصدقاء يدعى إبراهيم أمين، الذي نشر عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، جزءً من المحادثة التي درات بينها، حول توليه منصب مدير المدرسة الإ أن القدر شاء أن ينتهي به المطاف عند هذا الحد.
عرف المدرس الخلوق بأنه كان مداومًا على حفظ القرآن الكريم وتعليمه، وفقث صديقه: «القرآن الكريم يكون معك في قبرك ويوم القيامة، ويساندك وأنت تمر على الصراط، ويوصلك إلى جنة الرضوان» كلمات ودع بها محمد حسين عبد المطلب صديق الراحل عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك».
بينما كتب عمران عاطف، ناعيًا مدرسه قائلًا: «خبر وفاتك هز كياني، والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا أستاذي لمحزنون، إنا مدين لحضرتك كتير أوي، يشهد ربنا أنك كنت نعم المعلم والأخ ونعم الأخ ونعم الصديق، رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته، ربنا يجعل عملك وتدريسك في ميزان حسناتك ربنا يرحمك يا مستر إبراهيم، إلى لقاء قريب».