مجرد ورقة إلا أنها تعود إلى قبل 104 أعوام توثق زواج المطرب الشهير سيد درويش عام 1919، وتم العثور عليها ضمن المقتنيات الخاصة به في مكتبة الإسكندرية، وعلى الرغم من مرور هذا الزمن، إلا أنها لا تزال تحتفظ بهيئتها والمعلومات المدونة، وكأنها كتبت للتو، فعكست تغير موازين الزواج من زمان لآخر، فكان الصداق 45 جنيهًا، وقتها فما القصة؟
وثيقة زواج نادرة لسيد درويش تعود لقبل 104 أعوام داخل مقتنيات مكتبة الإسكندرية
وثيقة زواج نادرة للمطرب الشهير سيد درويش عام 1919، تشير إلى مهر قدره 30 جنيها، فكان الصداق المسمى بين سيد درويش وزوجته «جليلة» مجرد 45 جنيها فقط.
وجاءت وثيقة الزواج تحمل العديد من البيانات الخاصة بالزوجين، فجاء نص الوثيقة على النحو التالي: «في يوم الخميس 29 مايو 1919، بحضوري وعن يدي أنا ابراهيم سالم الشهري مأذون ناحية قرية الشوام التابعة لمحكمة الأزبكية الشرعية، صدر عقد زواج السيد درويش بن درويش بن مصطفى، المدرس الساكن بحارة جامع خورشيد بشبرا، والزوجة السيدة جليلة البكر البالغ بن عبد الرحيم بن أحمد ومن رعايا الحكومة المحلية، الساكنة بجانب جامع قسم شبرا، بتوكيل أخيها محمود عبد الرحيم».
بيانات وثيقة الزواج تعود لعام 1919
ليكون الصداق المسمى بينهما قدره 45 جنيهًا، زواجا شرعيا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بايجاب وقبول شرعيين صادرين بين المذكورين أعلاها، وفقًا لوثيقة الزواج الخاصة بالراحل سيد درويش.
وكتب في الجزء الأخير من وثيقة الزواج الخاصة بسيد درويش، أنها قبلت منه الكفالة بمجلس العقد وتحرر بذلك نسختان لكل واحد من الزوجين نسخة سلمت الى كل منهما على حدة، برسوم قدرها 470 مليمًا.بعد رحيل «سيد درويش» حافظ ابناه «محمد وحسن» على دندنة أغانيه، فهو الذي أثرى الفن والطرب ونهض به نهضة كبرى ووضع موسيقى النشيد الوطني للبلاد وغنى بلسان الفلاح والعامل والموظف البسيط وقاوم الاستعمار بالفن، فكان الأبناء والحفيد يقيمون جلسات المغنى كما كانت تُقام في حياة سيد درويش، «بعد وفاته بفترة استمروا على قعدة القهوة خصوصا كل سنة في ذكرى ميلاده كان فيه حفلة بتعملها وزارة الثقافة بحضورهم» وفقًا لكبار السن من سكان المنطقة الشعبية، حي «كوم الدكة» بمحافظة الإسكندرية مسقط رأس الفنان الراحل سيد درويش لا يزالون يتذكرون مواقف الجد والابن والحفيد خلال حديثهم لـ«الوطن».
سيد درويش قدم عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي خلدت ذكراه لأعوام جعلت سيرته تعيش بيننا أكثر مما هو عاش، خاصة أنه رحل عن دنيانا وهو في عمر الشباب، ومن أشهر أعماله: «زوروني كل سنة مرة، بلادي بلادي، كريم العنصرين، مخسوبكوا انداس، قوم يا مصري، شد الحزام، خفيف الروح، الحلوة دي».