«هنا عاش عبدالحليم حافظ» لافتة تتصدر الوجهة الخارجية لعمارة زهراء الجزيرة بشارع قراقوش بحي الزمالك، لتسرد قصة العندليب الأسمر، وتشهد على رحلة معاناته التي تحولت إلى قصة كفاح، يأتي إليها المصريون والعرب، الذين سجلوا مئات الرسائل على جدران الشقة الخارجية، حتى هذه اللحظة في ذكرى ميلاده الـ94.
يحكي أحد سكان حي الزمالك، طلب عدم ذكر اسمه، أنه عاصر جزء من حياة عبدالحليم حافظ، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن المنزل تحول إلى متحف بعد وفاته، ويأتي الزوار إليه من خلال أسرته أو وزارة الثقافة، التي تشرف عليه في الوقت الحالي بجانب الورثة الحقيقيين، ويحتوي المكان على مقتنيات عبدالحليم حافظ، وصوره على الجدران، حتى أثر رأسه البارز على ظهر السرير: «الشقة فيها كل حاجة تخص عبد الحليم، من المخدة للعود، حتى شكل العمارة زي ما هو، اتبنت في سنة 1952 بقالها 71 سنة».
لماذا اختار عبدالحليم حافظ شقة في الزمالك؟
اختار عبدالحليم شقة بالدور السابع في عمارة زهراء الجزيرة، بعد وقت طويل من البحث، لأنه كان يرغب في مكان يستطع من خلاله رؤية العالم ذلك المكان الذي يطل على جبلاية الأسماك، التي صور فيها جزء كبير من أفلامه مع شادية وفاتن حمامة وسعاد حسني، ويقترب من كازينو الجوهرة الذي يصور فيه مشاهده على البحر: «كان دايمًا بيقف في الشباك، عشان يشوف الزمالك كلها».
حياة عبدالحليم حافظ بين الحزن والسعادة
لم تنعم حياة عبدالحليم حافظ بالرفاهية، واحتل الحزن النصيب الأكبر من حياته، منذ وفاة والديه ليعش فى مؤسسة تربية البنين التابعة لدار رعاية أيتام، بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، حتى كتب الله التوفيق ليعوضه عن حياة اليتم، من خلال صوته العذب، ليصنع نوعًا جديدًا من السينما الممزوجة بالغناء.
رحلة عبدالحليم حافظ الفنية
تغيرت حياة عبدالحليم حافظ، ليبدأ رحلة فنه في القاهرة، وواجه منافسات شديدة في البداية، ليخوض معارك ضارية كادت أن تقضي عليه، لولا صموده وإصراره على النجاح، خاصة بعد صدور أغنية «على حسب وداد» وأغنية «جبار»: «عبد الحليم كان تحت الفقر بشوية، وربنا عوضه وكرمه».
صفات عبدالحليم حافظ
عرف عبدالحليم حافظ بأخلاقه الحميدة وكرمه بين الناس، ومن المواقف التي لا ينساها أحد المقربين له، عندما علم بضيقة أحد «البوابين» لعمارة مجاورة لعمارته، قرر أن يعطيه جنيهًا كل شهر: «أيامها اللي كان بيبقى معاه جنيه بنقول عليه باشا».
وفاة العندليب الأسمر
كانت وفاة عبدالحليم حافظ في 30 مارس عام 1977، بسبب إصابته بالبلهارسيا التي أدت إلى إصابته بتليف في الكبد، ليشيعه الآلاف من الناس في جنازته: «جنازة عبد الحليم حافظ كانت يوم للتاريخ، عدد لا مهول من البشر ده غير الحبيبة اللي انتحروا بعد حزنهم عليه».
الزمالك تشهد على كفاح عمالقة الزمن الجميل
ويشهد حي الزمالك على تاريخ عمالقة الزمن الجميل بداية من عبدالحليم حافظ، والسندريلا سعاد حسني، التي قضت أيامها الأخيرة في شارع يحيى إبراهيم.