دراسة حديثة أجراها بعض العلماء في جامعة بكين، أثارت جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما أفادت بأنّ اللب الداخلي للأرض توقف عن الدوران، ومن المحتمل أن يبدأ دورانه في الاتجاه المعاكس، ليربط البعض بين تلك الدراسة، وبين الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
علاقة دوران لُب الأرض بحدوث الزلازل
قبل الحديث عن علاقة الدراسة بزلزال تركيا، الذي ضرب جنوبي البلاد، في ساعة مبكرة، من صباح يوم الإثنين، تجدر الإشارة أولًا إلى نتائج الدراسة التي خلص إليها العلماء، التي تقول إنّ اللب الداخلي للأرض في حجم كوكب بلوتو، وكان من المتوقع أن تحدث هذه الظاهرة في عام 2009، إلا أنها لم تحدث.
وقال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في حديثه لـ«الوطن»، إنّ الدراسة التي تفيد بتغير دوران لب الأرض، ليس لها صحة من الأساس، ولا تستند على أي دليل علمي، وبالتالي لا توجد علاقة بين هذه الدراسة المنشورة، والزلازل المتابعة التي شهدتها تركيا قبل أيام.
ما هو «القوس الهيليني»؟
يضيف «القاضي»، أنّ الدول التي تعرضت لتأثير الزلازل خلال الأيام الماضية، تقع في الأساس ضمن المنطقة التي يزداد نشاطها الجيولوجي، مشيرًا إلى أنّ هناك حزام يتضمن نشاط زلزالي من تركيا شرقًا، حتى اليونان، يعرف بـ«القوس الهيليني»، وهو ما يبعد تمامًا عمّا ذكرته الدراسة المنشورة.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، نشر عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، صورة توضح الوضع الجيولوجي والتركيبي للمنطقة التي حدث فيها الزلزال بالأراضى التركية، لافتة إلى أنّ مركز الزلزال كان بالقرب من تقاطع فالق كبير «شرق الأناضول» مع تركيب البحر الميت.
ونفى شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أيضًا صحة ما ورد في الدراسة المنتشرة، مضيفا أنّه إذا صحّت الدراسة يجب أن تتسبب في كوارث وانهيارات في كل بقاع العالم، وليس فقط في مناطق محددة، غير أنّ هذه المناطق في الأساس معروف عن طبيعتها منذ قديم الأزل، أنها مُعرّضة لنطاق الهزات الأرضية القوية.