حذف المضامين التي تعبر عن القضية الفلسطينية، اختفاء المنشورات الداعمة لقطاع غزة، تقييد الوصول إلى الجماهير، وعدم الوصول للعدد المتعارف عليه عبر الصفحات الشخصية، جرائم أثارت غضب الكثيرين بعدما فقدوا التواصل والتفاعل مع الآخرين، بل وصلت إلى حظر الكثير من المستخدمين على «فيس بوك»، فبدأ البعض الاتجاه إلى تقليل تقييم التطبيق حتى حصل على نجمتين فقط على «app store» و 3 نجمات على «جوجل بلاي»، على سبيل الثأر للإنسانية، وعودة مسار صفحاتهم إلى مجراها الطبيعي.
هل خفض تقييم الفيس بوك يؤثر عليه؟
تراجُع تقييم موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بعد حملة أطلقها عدد من رواد التواصل الاجتماعي، تضامنًا مع حقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة، جعل البعض يتساءل عن هل خفض تقييم يؤثر عليه؟، وهو ما أجاب عنه المهندس خالد يسري، الخبير التقني لتكنولوجا المعلومات، في حديثه لـ«الوطن».
وأوضح الخبير التقني أنّ شركة «ميتا» المالكة لـ«فيس بوك»، لا تتعامل مع المحتوى بشكل حيادي: «جرائم بالجملة يرتكبها مارك زوكربيرج، وتقليل التقييم لأي تطبيق بيأثر عليه وبيخفض نسبة الإعلان، واستخدام الطريقة أو حذفه من الهاتف، هي رد فعل طبيعي لانحياز فيسبوك للإسرائيليين».
لجأ مستخدمو «فيس بوك» إلى خفض تقييمه على متجحري أبل وجوجل، بعد انحيازه لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطين، ومنع نقل ما يجري على أرض فلسطين من انتهاكات مستمرة، وأضاف «يسري»: «تقليل التقييم للفيس بوك بيأثر عليه، وبيوصل استبيان للإدارة عن رد فعل الناس عن التطبيق، بالتالي هو وسيلة ضغط عليهم لتغيير سياستهم، وإنستجرام من يومين نزل استبيان سأل فيه، هل فعلًا بيتم إزالة المنشورات بشكل مخالف، وده بدأ يكون رد فعل من فيس بوك، لأن عنده عدد كبير من الناس في الشرق الأوسط، وأكيد مش عاوز يخسر الناس بشكل كلي».
اقرأ أيضًا: «ليه البوستات مبتوصلش».. خبير تكنولوجي يكشف حيلة لـ«عودة الريتش»
رد فعل مارك على خفض تقييم الفيس بوك
فيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الخبير التقني، أنّ «مارك» شخص مؤيد بشكل أساسي لإسرائيل بلا شك، لأنّ ميتا تمنع المحتوى بشكل مباشر وتبين ذلك منذ عملية «طوفان الأقصى»: «في صفحات كبيرة فلسطينية من الأخبار اتقفلت، ولكن في نفس الوقت، هو بيحاول يحافظ على المستخدمين، ومش عاوز الناس تعمل رد فعل سلبي، وده بيبن أن فعلًا الناس لما تعمل تقييم سيئ بيساهم بشكل سلبي على الخوارزميات».
اتفق معه في الرأي، أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، إذ أكد خلال حديثه، لـ«الوطن»، أنّ مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من ساحات الصراع العربي، وخفض تقييم الفيس بوك يؤثر عليه،: «في 2021 سهم الفيس بوك نزل بسبب التقيمات السيئة، وخفض التقييم بيقتل منافسته وسط التطبيقات الأخرى، لأنه بيبين أنّ عدد مستخدمين كبير غير راضيبن عن التطبيق».
تقليل وصول المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي
كلمات العنف والكلمات المترادفة التي تتعلق بانتهاك الطرف الإسرائيلي، بدت واضحة أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما حاول «فيس بوك» تقنينه عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في منع المحتوى الفلسطيني: «الذكاء الاصطناعي مش بيبحث عن كلمات معينة، لكن عنده القدرة أنه يعرف المحتوى نفسه بيتكلم عن إيه، بمعنى ممكن مقولش كلمة فلسطين خالص، لكنه في الآخر بيفهم، وفكرة فيس بوك قايمة على ده، بالمعايير اللي بتمنع المحتوى الفلسطيني، الحاجة الوحيدة اللي بتخلي المنشورات متتأثرش، هي التركيز على الكتابة باللغات الأجنبية، بفيضان من المحتوى ومن المؤثرين بصفة خاصة».