مع حلول عيد الأضحى المبارك، الذي يرتبط مع المسلمين بإحياء شعيرة النحر أو ذبح الأضاحي اقتداءً بنبي الله إبراهيم عليه السلام حتى نهاية أيام التشريق، يطرأ أحيانًا على بال البعض سؤالًا عن شعور الأضحية عند الذبح وهل تتألم جسديًا أو نفسيًا قبل إزهاق روحها أم لا؟ وهو ما أجاب عنه الدكتور سامي طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق.
هل تتألم الأضحية عند الذبح؟
نقيب الأطباء البيطريين السابق يقول إنّ عادة الذبح معروفة منذ قدماء المصريين كوسيلة لإزهاق روح الحيوان بهدف إطعام الإنسان، موضحًا أنّه إذا اتبع الشخص قواعد الذبح المعروفة الممثلة في استخدام شفرة حادة بمعرفة جزار محترف، لا يشعر الحيوان في هذه الحالة بأي ألم كما يتصور البعض.
الدكتور سامي طه في حديثه لـ«الوطن» شرح العملية التي تمر بها الأضحية عند الذبح، إذ بمجرد نحر عنقه يحدث انخفاضًا في ضغط دم الحيوان، وبالتالي ينسحب الدم من المخ وينتهي الإحساس بالألم تمامًا، لافتًا إلى أنّ الشخص الذي يتولى مهمة الذبح عليه أن يقبض على الزور جيدًا بيده اليسرى، يثم يقدم على نحر العنق بيده اليمنى بشكل متواصل دون رفع السكين، إذ تشمل عملية الذبح قطع جلد الرقبة «عموديا» مع عضلات الرقبة والحلقوم والوريدين الوداجين والمريء.
شروط الذبح الصحيحة
ويشترط بحسب نقيب الأطباء البيطريين السابق أنه يتأكد الجزار أو الشخص الذي يتولى مهمة الذبح أن تكون الأرض مستوية تمامًا تحت جسم الحيوان حتى لا يؤدي ذلك إلى انخفاض الرأس والعنق، وبالتالي يتسبب في حدوث ارتجاع الطعام عبر المريء إلى الحلقوم، ويحدث ما يسمى بـ«حشرجة» في الجهاز التنفسي للحيوان التي تتسبب في اختناقه قبل الذبح، مع مراعاة استخدام سكين حاد وتجنب إشهاره أمام بصر الحيوان أو ذبح حيوان أمام آخر.
ويراعى الذابح بعد أن ينتهي تمامًا من ذبح الحيوان بشكل صحيح، أن يجذب رأسه بعيدًا عن الجسم حتى يعطي فرصة للنزف الكامل للدماء، وفي هذه الحالة وبعد التحكم الكامل في رأس الحيوان، يمكن أن يخفف الذابح القيود على الأرجل تدريجيًا مع السماح باضطراب الحيوان للتأكد من تمام النزف، على أن يتجنب الذابح فصل رأس الحيوان عن جسمه إلا بعد أن يسكْن تمامًا، ثم يبدأ بعدها في سلخ الجلد مباشرة والتجويف ونزع الأحشاء.
ومن بين شروط سلامة الأضحية أن يقوم الذابح بتعليق الحيوان من الربعين الخلفيين، حتى يتمكن من التخلص من السوائل، مع مراعاة تركه حوالي 60 دقيقة في مكان جيد التهوية كي يسمح بانخفاض درجة حرارة الذبيحة، على أن يتم التشفية والدفع بها إلى التبريد قبل التجميد.