أرادت مساعدة الأطفال ذوي الهمم على الاندماج مع المجتمع، خاصة مصابي متلازمة داون، فحبها للأطفال جعلها تحاول بمختلف الطرق تغيير حياتهم، وأن يكون لها بصمتها في مجتمعهم الخاص، فاتخذت من الباليه الذي تتقنه بدرجة كبيرة بداية لتعاونها مع مصابي داون، ودفعهم إلى الظهور دون تفرقة بينهم وبين غيرهم، كما شاركت بمصابي «داون»، في بعض الحفلات.
هايدي سمير التحقت بأكاديمية الفنون، وهي تتبع المعهد العالي للفنون بالقاهرة، وتخرجت وهي ما زالت تدرس بالثانوية العامة، وتخرجت أيضًا في كلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية، وبدأت تعلم الباليه منذ أن كان عمرها 4 سنوات فقط: «أمي ودتني أتعلم باليه من وأنا عندي 4 سنين، ولما برقص على المسرح بحس براحة وثقة في نفسي».
بدأت «هايدي» تدريب الأصحاء رقص الباليه منذ دراستها بالكلية، ثم كان لذوي الهمم نصيبًا من خبرتها، تروي لـ«الوطن»: «بدأت مع مصابي داون بسبب أخت صديقتي كانت من مصابي داون، كانت عارفة إني بمرن الأطفال الصغيرين، وبدأت بالتعاون مع مؤسسة بتعمل نشاطات زي تنس الطاولة والرسم والموسيقى، ومنها الباليه».
بدأت عام 2016 أثناء دراستها بالكلية
بدأت فكرة تمرين مصابي داون رقص الباليه منذ عام 2016، وبدأت بتدريب الفتيات فقط، ثم الأولاد أيضًا، وبدأت الفكرة تأخذ انتشارًا كبيرًا: «عملنا حفلة في مكتبة إسكندرية ببنات داون فقط، وكل سنة بيتعمل مهرجان أولادنا، وهي مسابقة عالمية لذوي الهمم بيشارك فيها دول كتير، وكنا بنشارك مع المؤسسة لمدة 3 سنوات».
مصابو داون والتوحد
تدرب «هايدي» مصابي داون وأيضًا أطفال التوحد ومن يعانون من كهرباء زائدة على المخ، وأن فكرة تدريب ذوي الهمم رقص الباليه، ليست موجودة في مصر، لكنها متوفرة في بعض دول العالم.
سعادة على وجوه ذوي الهمم أثناء رقص الباليه
تحكي شعورها برؤية ذوي الهمم يرقصون ويشاركون بالحفلات بعد تدريبهم وتعليمهم: «بحس لما لأولاد يرقصوا بيكونوا مبسوطين، ولما طلعوا على المسرح حسوا إنهم مش مختلفين عن أي حد، أخدوا ثقة في نفسهم كبيرة، وبدأوا يتعملوا حاجات كتير، مش بيخافوا ولا أهاليهم بيخافوا عليهم، بقى زيهم زي أي حد»، وستشارك «هايدي» بذوي الهمم ومصابي داون في عرض سنوي بمسرح الأنفوشي في الإسكندرية خلال الفترة المقبلة.