سام ألتمان مبتكر ChatGPT
ذاع صيت «ChatGPT – شات جي بي تي»، في عالم التكنولوجيا مؤخرًا، كونه من أشهر تطبيقات الدردشة المستندة على تقنية الذكاء الاصطناعي، فلا يحتاج المستخدم إلا سؤال التطبيق عن ما يرغب فيه أو يبحث عنه، وسيجد إجابته في الحال، كون الشات عبارة عن روبوت آلي يوفر مليارات المعلومات خلال ثواني معدودة.
ويستخدم «شات جي بي تي» أكثر من ملياري شخص حول العالم منذ إطلاقه، وعلى الرغم من ذلك لا يعرف البعض طبيعة الشات بالتحديد وقدراته، والمجالات التي يجيب عنها، واحتمالية تهديده لعالم البشر في المستقبل، كل تلك الأسئلة يجيب عنها سام ألتمان، مبتكر ChatGPT والمالك لشركة «OpenAI» الأمريكية المعنية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في حواره لـ«الوطن».
ما هو ChatGPT؟
عبارة عن نموذج لغوي كبير، تم تطويره بواسطة شركة «OpenAI»، واسم الشات اختصار لـ«Generative Pre-trained Transformer» أي «المحولات التوليدية المدربة مسبقًا»، وتلك المحولات مصممة لتوليد استجابات وردود فعل خاصة بمدخلات اللغة الطبيعية شبيهة بالبشر.
والنموذج اللغوي، جرى تجريبه على مجموعة بيانات ضخمة من النصوص بالإنترنت، بما في ذلك الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، باستخدام تقنيات التعلم غير الخاضعة للإشراف، ما يعني أنّ النموذج لم يتم تدريبه بشكل خاص على مهمة معينة، بل تعلم كيفية التنبؤ بالكلمة التالية أو تسلسل الكلمات في نص معين، ولذلك يمتلك ChatGPT قاعدة معرفية واسعة تمكنه من تقديم إجابات لمجموعة واسعة من الأسئلة حول مواضيع مختلفة، ويمكنه أيضًا المشاركة في محادثات عامة، وتقديم توصيات وآراء واقتراحات بناءً على المدخلات التي يتلقاها.
كيف جاءت فكرة إنشاء ChatGPT؟
هناك ما يعرف في الذكاء الاصطناعي باسم «NLP» أي معالجة اللغة الطبيعية في أجهزة الكمبيوتر، وكانت تلك اللغة مجالًا بحثيًا مهمًا في بحثي، واعتقدت أنا وزملائي المؤسسين، أن تطوير نموذج لغة قوي ومتعدد الاستخدامات، يمكن أن يؤدي إلى تقدم كبير في مجالات مثل المساعدين الافتراضيين وخدمة العملاء الآلية وإنشاء المحتوى، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء نموذج لغوي مثل ChatGPT، الذي يمتلك القدرة على إحداث ثورة في عديد من الصناعات، وضمان تطوير التكنولوجيا واستخدامها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع ككل.
كيف يعمل شات جي بي تي ChatGPT؟
يعمل الشات باستخدام بنية شبكة عصبية تُدعى «Transformer»، مصممة لمعالجة اللغة الطبيعية وتوليدها، مما يسمح لها بترميز وفك تشفير تسلسل الكلمات، وعندما يُدخل المستخدم مُوجه نصي أو سؤال، يعالج «شات جي بي تي» الكلمات المدخلة من خلال شبكته العصبية، مما يولد توزيعًا احتماليًا للكلمات أو العبارات التالية المحتملة، ثم يأخذ عينات من هذا التوزيع لتوليد استجابة.
ما مميزات وعيوب شات ChatGPT؟
تتمثل إحدى الميزات الرئيسية لـChatGPT، في قدرته على إنشاء استجابات متماسكة وذات صلة بالسياق عبر استخدام آلية الانتباه الذاتي، التي تسمح له بالوصول إلى أجزاء مختلفة من تسلسل الإدخال واستخدام تلك المعلومات لتوليد استجابات أكثر دقة.
ويتم تدريب الشات أيضًا باستخدام تقنية تعرف باسم «التعلم غير الخاضع للإشراف»، هذا يعني أنه تم تدريبه على مجموعة بيانات ضخمة من النصوص على الإنترنت دون أي توجيه صريح، حول ما يجب أن يتعلمه أو كيف يجب أن يستجيب لمدخلات معينة، مما يجعله يفهم اللغة الطبيعية ويولدها بشكل تلقائي، ولذلك يعد أداة قوية لمجموعة من التطبيقات، بداية من روبوتات المحادثة وخدمة العملاء، وصولًا إلى ترجمة اللغة وإنشاء المحتوى.
وبالنسبة للعيوب، لا يحتوي الشات على عيوب، لأن السبب وراء إنشائه هو معالجة المخاطر المحتملة المرتبطة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن إساءة استخدامها، ولذلك أسست شركتي بهدف إنشاء ذكاء اصطناعي آمن ومفيد يتم تطويره ونشره بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
– كيف يدعم الشات مستقبل التكنولوجيا؟
يدعم الشات، المستقبل التكنولوجي من خلال تعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز حل المشكلات، وتسهيل التواصل والتعاون، مما يجعله مناسبًا للاستخدام جميع قطاعات الحياة.
هل يهدد ChatGPT مستقبل الوظائف البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي؟
الشات مصمم لمساعدة وزيادة العمل البشري وليس لتهديد الوظائف، وبالرغم من أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل في بعض الأحيان محل أنواع معينة من الوظائف، إلا أنّ الهدف منه زيادة الكفاءة والإنتاجية، مما قد يؤدي إلى فرص عمل وابتكارات جديدة.
والشات عبارة عن أداة لتحسين العمل البشري، مثل خدمة العملاء أو إنشاء المحتوى، بدلاً من استبدال العاملين البشريين بالكامل، ولذلك فإن الأمر متروك للشركات والمؤسسات لتنفيذ تقنية الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة تفيد عملياتها وموظفيها.