وسط كمية كبيرة من الخرز الملون، وأمام نول بخيوط مشدودة، تجلس الفتاة العشرينية ميرهان حسني أغلب ساعات يومها، عازلة نفسها عن كل ما يحيطها وبتركيز شديد تواظب على وضع الخرزة إلى جوار الأخرى مع تغيير اللون بين كل خرزتين أو ثلاثة، لتُشكل مع الوقت ملامح شخص ما وأخيرًا وجهه كاملًا، معتمدة على حبها الشديد لـ«الهاند ميد» وخبرتها الطويلة في أنواعه المختلفة والتي بدأت معها منذ السنوات الأولى من عمرها.
بداية «ميرهان» مع الهاند ميد
«بدأت أتعلم الهاند ميد من وأنا عمري 6 سنين لأني دايمًا بحب أن إيديا تكون مشغولة بحاجة».. قالتها «ميرهان»، صاحبة الـ27 عامًا، وابنة محافظة بورسعيد، في مطلع حديثها لـ«الوطن» وهي تروي تجربتها مع الـ«هاند ميد»، موضحة أنها بدأت رحلتها مع هذا النوع من الفنون على يد والدتها التي علمتها تفاصيل «هاند ميد كانفا»، وأنها مع الوقت وجدت لذة وسعادة كبيرة في ممارسته؛ لذا راحت تتعلم عدة فنون أخرى منها الكروشيه والتطريز والتريكوه.
بعد انتهاء المرحلة الثانوية، أرادت «ميرهان» أن يتناسب مجال دراستها مع هوايتها، فالتحقت بكلية التربية النوعية جامعة بورسعيد، ومن ثم قسم التربية الفنية، وفيه تعلمت بعض الفنون الأخرى من الـ«هاند ميد» كان أغلبها «نول خرز»، لكن أعمالها وقتها اقتصرت فقط على الفن الإسلامي، وعلى الرغم من حبها الشديد وسعادتها بكل ما تنجزه، إلا أنها شعرت وكأن كل ذلك لم يشبع رغبتها ولهفتها؛ لذا وفي خطوة غير متوقعة بدأت في عمل الـ«بورتريه» على النول بواسطة الخرز الملون.
تصميم «بورتريه» بـ8 آلاف خرزة
«في فرقة غناء بحبها جدًا اسمها BTS، ومنها مغني اسمه جيمين كان طارح أغنية جديدة، فحبيت إني أعمله بورتريه بفن نول خرز»، وأنها بالفعل بدأت في إعداد أدواتها وراحت تخصص ساعات طويلة من يومها للمواظبة على ترتيب حبات الخرز بطريقة معينة بناءً على ألوانها، حتى تمكنت في النهاية من إنجاز الـ«بورتريه» خلال 65 ساعة مُقسمة على 21 يومًا: «شغلي بيعتمد على إني في البداية بخلي الصورة مبكسلة خالص يعني أقسمها لبيكسلات كتير بحيث تتقسم لمربعات ويتضح لون كل مربع، وبناءً عليه ابدأ أرتب حبات الخرز»، بحسب «ميرهان»، وأن الـ«بورتريه» كان بحجم 20*25 سنتيمتر، واستهلك 8 آلاف خرزة.
لوحات مختلفة أنجزتها ابنة محافظة بورسعيد من خلال فن «نول خرز»، كان أبرزها «بورتريه» للفنان محمد هنيدي لشخصيته في مسرحية «ألابندا»، وآخر للفنانة هالة صدقي بشخصية «الحاجة وصيفة» في مسلسل «جعفر العمدة»، وأيضًا «بورتريه» للتيك توكر الألماني نويل روبنسون، وقدمته له دلالة على الترحيب به في مصر: «متعتي كلها في شغل الهاند ميد، وهو أول حاجة بفتكرها أول ما بصحى وآخر حاجة بفكر فيها قبل ما أنام، لدرجة إني لو خرجت في أي مكان ومكانش معايا خيوط بحس بملل وبزهق بسرعة».