بجانب نبرة صوتها التي كانت لا تنقطع عن أثير الإذاعة ومسيرتها المهنية المتزنة، يحتفظ زملاء الإذاعية الراحلة صديقة حياتي في وجدانهم بصورة أخرى تعكس الجانب الإنساني في حياتها وشخصيتها.
تلاميذ صديقة حياتي تحدثوا عن اجتماع عدة خصال في شخصيتها وليس فقط مسيرتها الزاخرة بالإنسانية والمهنية، أنها كانت تصل إلى «الاستوديو» قبل موعدها الرسمي بساعتين وكانت تراقب وتسمع وتنصت لكل ما تقوم به خلال مسيرتها الإذاعية حتى إنها إذا لم تجد عامل نظافة في المكان أقدمت على كنسه، ضاربة مثالًا على التواضع، ما أكسبها احترام وحب زملائها.
جمعت بين المهنية والتواضع
وفي مقالة بأرشيف الكاتبة كريمة أبو العينين لإحدى الصحف اليومية تعود إلى أغسطس من عام 2017، روت أن أستاذتها صديقة حياتي كانت شخصية تتمتع بالرقي والتواضع والبساطة وحب العمل، حيث كانت «تكنس الاستوديو» بيدها وكان على حد وصفها «يسر ناظريه».
فوجئت بشقيقها ضمن الشهداء في بيان الحرب
ونقلًا عن تلاميذها فإن الإعلامية والإذاعية الراحلة قرأت بيانًا للقوات المصرية المسلحة إبان حرب أكتوبر المجيدة، موقف لا ينسى إذ صُدمت بخبر استشهاد شقيقها الذي لم تكن تعلم أن اسمه ضمن شهداء الحرب، وأضافت الكاتبة في مقالها نقلًا عنها: «كتمت أنفاسي ونطقت اسمه وقلبي يدمي، ومنذ هذا اليوم وصارت حشرجة صوتي مكملة لي والشرقة تأتيني وقتما حلا لها».
ووصفتها تلميذتها داليا حسن بأنها كانت صندوق الأسرار وصاحبة مواقف وقدوة عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلة: «حزينة أوي لرحيل الإعلامية القديرة والإذاعية الكبيرة صديقة حياتي الإذاعية بالشرق الأوسط ورئيس القناة الفضائية المصرية سابقا أستاذني وأمي وقدوتي وصندوق أسرارنا جميعا ومعلمتنا الشديدة الطيبة الحادة الحنونة فقدنا أم لنا معها ذكريات بداية العمل الإعلامي وفصول من تصحيح الأخطاء وتعليمنا الإعلام الهادف المهني».
ورحلت عن عالمنا اليوم السبت الإذاعية والإعلامية المصرية صديقة حياتي وأعلنت المذيعة بالتليفزيون المصري منة الشرقاوي نبأ الوفاة قائلةً عبر حسابها الشخصي في «فيسبوك»: «الأستاذة صديقة حياتي في ذمة الله».