ربما لم يتوقع أحد أن الذكاء الاصطناعي، سيتقدم بتلك السرعة، ويظهر بين الحين والآخر قدرته على إكمال المهام بنجاح، مثل الإنسان تمامًا، إذ تحدث تقرير صحفي بريطاني مؤخرا، عن بعض المهن التي يعتقد أنها ستختفي بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وظائف في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي
بحسب ما جاء في صحيفة «ذا صن» البريطانية، فإن مارك مينيفيتش، رائد الذكاء الاصطناعي والاستراتيجي الشهير، تناول في كتابه الجديد ما يتعلق بالمهن المتوقع خسارتها بالنسبة للإنسان، موضحا: «الوظائف التي أعتقد أنها الأكثر عرضة لخطر استبدال الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة، هي: الصرافين، والمسوقين عبر الهاتف، وسائقي الشاحنات، وموظفي مسك الدفاتر والمحاسبة، وأخصائيو الأشعة، والسائقين».
ووفقا لتأكيد خبير الذكاء الاصطناعي «مينيفيتش»، فإن هذه الوظائف مرتبطة بمهام بدنية أو معرفية يمكن التنبؤ بها، فضلا عن ظهور ارتفاعًا في عمليات الدفع الذاتي في متاجر البيع بالتجزئة والمكالمات الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي: «أمناء الصندوق معرضون للخطر، لأن شركات البيع الإلكتروني تعمل على الاستفادة من الرؤية الحاسوبية».
وأمين الصندوق، هو الشخص الذي يتعامل مع السجل النقدي في مواقع مختلفة، مثل نقطة البيع في متاجر البيع بالتجزئة.
وأوضح رائد الذكاء الاصطناعي، أن التسويق عبر الهاتف أصبح جاهزًا للتغيير من خلال الذكاء الاصطناعي للمحادثة وروبوتات الدردشة التي يمكن أن تكون مقنعة، متابعا: «ستواجه قيادة الشاحنات اضطرابات كبيرة مع ظهور المركبات ذاتية القيادة، مما يهدد ملايين الوظائف على مستوى العالم».
وتتكون أدوار مسك الدفاتر والمحاسبة من مهام بيانات متكررة ستتعامل معها الخوارزميات قريبًا، وفقا لـ«مينيفيتش»، الذي أضاف: «حتى الوظائف المتخصصة مثل الأشعة قد يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي، مع خوارزميات التعلم العميق التي تتطابق بالفعل مع الأداء البشري أو تتجاوزه».
حل للوظائف المتوقع استبدالها بالذكاء الاصطناعي
رغم أن فقدان بعض الوظائف قد يبدو قاتما، إلا أن خبير الذكاء الاصطناعي لا يعتقد أن الناس سيكونون عاطلين عن العمل، متوقعا أن البشر يمكن أن يزدهروا جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، ناصحا بالاعتماد على ما يجعلنا وسيلة تميز.
وأوضح «مينيفيتش»: «لتجنب تأثير الذكاء الاصطناعي، على البشر تطوير قدراتهم الفطرية والإبداع، والذكاء العاطفي، والمرونة، والتفكير الاستراتيجي، فإن الوظائف المرتبطة بالتفكير والارتباط بالناس، واتخاذ القرارات المعقدة ستكون الأصعب على الذكاء الاصطناعي لتكرارها».
ويمكن تسليط الضوء على تقرير معهد ماكينزي العالمي، الذي يشير إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في 30% من أنشطة العمل، إذ يشير خبير التكنولوجيا إلى أن 5% من المهن بأكملها يمكن أن تُفقد لصالح الذكاء الاصطناعي: «هذا يعني أن معظم الوظائف ستتغير، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي المهام المتكررة، لكن البشر ما زالوا يلعبون الأدوار الأساسية.. سنحتاج إلى التكيف مع العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي وإدارته».