في جنوب إيطاليا وتحديدًا بالقرب من مدينة «ماتيرا» التي تعد أحد أقدم مدن إيطاليا تقع منطقة كراكو التي تضم مواقع أثرية مهمة بينها القرية المعروفة بـ«قرية الأشباح»، والتي رغم هجرها لأكثر من خمسين عامًا تعتبر مكانًا غريبًا ومميزًا ومزارًا سياحيًا، إذ أن جمالها مخيف لكنه رائع، وفقًا لما ذكره موقع «Time Out» البريطاني.
قرية الأشباح بكراكو.. بين التاريخ العريق والهجر لسنوات
القرية ذات المشهد المميز هُجرت من خمسة عقود، لكنها تتمتع بتاريخ طويل، حيث تقع على الساحل الجنوبي لإيطاليا، ما جعلها في العصور القديمة مطمعًا للغزاة ومدخلًا للبلاد، وتصدت كراكو لهم ووقفت أمامهم حتى دخلها اليونان عام 500 ميلاديًة.
تميزت القرية بتصاميمها الرائعة التي تعود للعصور الوسطى وتحديدًا في القرن الثاني عشر، حيث شيد بها العديد من القصور والأبراج المخصصة للمراقبة ذات الأشكال والتصاميم المميزة لكن هذه التصاميم لم تستمر معمرة بالسكان، فمع مرور السنوات المختلفة واجه سكان المدينة العديد من التهديدات، كان من بينها انتشار وتفشى مرض الطاعون، لكن على الرغم من ذلك لم يكن السبب الرئيسي لهجرها، حيث استمر السكان بالعيش فيها حتى الفترة التي تلت أحداث الحرب العالمية الثانية وتحديدًا عام 1963 حينما كانت تعاني من آثار الحرب إضافة لهزات أرضية ومجموعة من الزلازل العنيفة.
آخر من رحل عن المدينة
التهديدات التي واجهت السكان بعد الحرب، خاصة الهزات الأرضية أدت لهجرة عديد كبير من هؤلاء السكان من المدينة لوادٍ قريب خلال أواخر الستينات وأوائل السبعينات، ورغم ذلك لم يكن عددهم كبير بسبب هجرة عدد كبير من السكان السابقين قبل العديد من السنوات لبدء حياة جديدة والذهاب للمدن وهجرة مدن الريف التي كانت من بينها مدينة كراكو.
آخر من رحلوا عن المدينة كان في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، بسبب عدم وجود سكان آخرين أو توافر للخدمات، إضافة للخوف من الهزات الأرضية العنيفة.
تعتبر المدينة الأن مزارًا سياحيًا حيث يسمح لهم بزيارتها برفقة مرشدين سياحيين، إضافة لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة حفاظًا على حياتهم.