عقارب الساعة دقت بعد منتصف الليل، الجميع بدأ يخلد للنوم، لكنّ عيون الصغير لم تنم، وكيف لها أن تنام وهي على موعد مع رؤية فريقها الذي تحبه لأول مرة من الملعب مباشرة، في مباراة استثنائية، لتشجيعه وجها لوجه أمام فريق الوداد المغربي في ذهاب دور النهائي لدوري أبطال أفريقيا، شفتاه الصغيرتين تُراجع ما حفظه من أغاني الجماهير للمارد الأحمر وتُتمتم، استعدادا للماراثون الكروي الأهم في حياته.
عبد الرحمن محمد جمال، طفل صغير لم يتجاوز عمره 5 سنوات، ارتدى الزي الأحمر المميز للنادي الأهلي، وحمل في يده علما وفي قلبه حبًا كبيرًا للنادي، سافر من بلدته في بني سويف قادما إلى القاهرة لحضور النهائي الأفريقي ومؤازرة ناديه، وبجواره عائلته والده وعمه وعماته، وفجأة التقطت له صورة وهو بهذه الهيئة، تحولت إلى «تريند» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أصغر مشجع للأهلي بالنهائي الأفريقي
رجب جمال، عم الطفل «عبدالرحمن»، كشف كواليس الصورة التي ظهر فيها إلى جانب الصغير وهو يبتسم له، ما جعل البعض يعتقد أنّه والده، «عبدالرحمن ابن اخويا، وبيحب الكورة، وسهرنا طول الليل عشان نحجز تذاكر لينا، وكان فرحان أوي إنّه جاي يشجع الأهلي لأن إحنا عيلة كلها أهلاوية».
يجلس الصغير وحيد والديه دوما بجوار والده خلال مشاهدة مباريات النادي الأهلي من المنزل، يرى حماسه ويحفظ بعض أسماء لاعبي الفريق، يفرح بأهدافه ويحزن لإخفاقاته، حتى جاءته اللحظة التي يرى لاعبيه المفضّلين على الطبيعة، وليس من خلف الشاشات كما اعتاد.
حكاية صورة المشجع الصغير
حضور صاحب الـ5 سنوات إلى الاستاد كان مميزا، الجميع ابتسم حين رآه، فهو أصغر مشجع لـ النادي الأهلي في النهائي، رافقته الأسرة إلى ملعب اللقاء، وفق حديث عمه لـ«الوطن»، «كنت أنا ووالده وعماته الاتنين، وكنا أول مرة نروح للاستاد، وكانت ذكرى جميلة الحقيقة بالصورة والفوز».
بعدما دخلت الأسرة إلى الاستاد تفاجأ عم «عبدالرحمن» بعدد من أصدقائه يهاتفونه بعد انتشار صورته بجانب «عبد الرحمن»، التي تداولها عشاق المارد الأحمر على نطاق واسع: «فتحت الصورة وريتها لوالده ووريتها لعبدالرحمن كمان، ضحك واتبسط جدا».
المفاجأة السعيدة التي تلت الحدث المميز، كانت طلب أكاديمية أون سبورت لكرة القدم، تدريب «عبد الرحمن» مجانا لعدة شهور، احتفالا به بعد صورته الجميلة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «وافقنا لأنه بيحب الكورة».
رحلة عائلية مميزة بالتأكيد لن ينساها «عبد الرحمن»، شاهد فيها تفوق فريقه على المنافس المغربي، وأثمرت عن فرصة تدريب مجانية بأكاديمية كرة قدم، والتقطت له صورة خلالها سيظل طوال عمره يتذكرها، يقول الصغير لـ«الوطن»: «تعليقات الناس فرحتنا، وأنا رجعت البيت مبسوط بفوز الأهلي».