بين شوارع وأزقة القاهرة الفاطمية وشارع المعز والدرب الأحمر يطوف «مصطفى كامل» الشهير بـ«الطواف»، مسافات طويلة بصحبة عشرات الأطفال الملتفين حوله مرتفعا صوته بشرح تاريخ وأصل كل مهنة لهم، يسعى لتعليمهم هويتنا وأسرار الحرف القديمة حتى لا تندثر من العقول.
مبادرة يلا على الورشة
أحب «مصطفى» هذا اللون الفني وأبحر في خباياه سنوات طوال، حتى قرر نقل علمه إلى الأجيال الصغيرة، فأسس مبادرته «يلا على الورشة» تشجيعا للحفاظ على الحرف القديمة ودعمها، وفق حديثه لـ«الوطن»: «بدأت المبادرة من كام سنة بنزل ألف على محلات الحرفيين ومعايا الأطفال عايز أخلي النشأ يعرف تاريخنا ونحافظ على الحرف دي».
بعد أن لاحظ «مصطفى» اهتمام الأطفال بما يقدمه لهم أثناء الجولات الخارجية، تعاون مع قصور الثقافة بالقاهرة لتقديم محاضرات مبسطة للأطفال حول التاريخ القديم والحرف والمهن الأصلية: «بنزل قصر ثقافة الأسمرات وقصر ثقافة عين حلوان وكمان مكتبة الإسكندرية».
محاضرات عن المتاحف والمناطق الأثرية
يقدم للأطفال ندوات متنوعة المحتوى منها ما يشرح لهم أهمية المتاحف والمناطق الأثرية القديمة، ومنها ما يلقي الضوء على التعريف بأصل كل حرفة وصنعة قديمة وأعلام تلك الحرفة، مدعما شرحه بتدريب عملي وعرض لأفلام قصيرة بلغة تناسب المرحلة العمرية: «معايا أطفال من سن 4 سنين وبحاول أقدم ليهم المحتوى بلغة مبسطة»، بحسب تعبيره.
يبدأ الطفل يتفاعل بنفسه ويحاول تقليد كل ما يستمع إليه، وفق «مصطفى»: «بيحاولوا يقلدوا طريقة مسك الشاكوش والدق على الخشب»، استكمل الباحث في التراث المصري، حديثه عن مبادرته التي يسعى خلالها إلى تبسيط تراثنا القديم إلى الأطفال معتمدا على أسلوب التربية بالفن لمحاربة الإرهاب الفكري، متمنيًا تعميم الفكرة في المدارس كلها: «نفسي الأسلوب ده ينتشر في كل المدارس عشان يطلعوا عارفين أصل تاريخهم وأصل كل مهنة».
في قصر ثقافة عين حلوان قدم الرجل الأربعيني محاضرات مكثفة للأطفال حول أنواع المعادن التي كان يستخدمها المصري القديم وكيف طوعها لخدمته، كما تناول الأساليب الزخرفية التي استخدمها المصري القديم وكان له التفرد قبل أي أمه من الأمم في استخدام النقش والتكفيت وتطعيم البرونز أو النحاس بالذهب أو الفضة: «لما الطفل يطلع عارف أصل تاريخه محدش هيقدر يلعب بعقله»، بحسب تعبيره.