عزف المصري جوزيف تواضروس، 25 ساعة، بينها 17 متواصلة، في إحدى الكنائس بالعاصمة البريطانية لندن، لدعم القضية الفلسطينية والمشاركة في إغاثة أهالي قطاع غزة، حيث يعانون من أزمة إنسانية طاحنة نتيجة الحصار والقصف الإسرائيلي منذ أكثر من 3 أشهر، واستطاع جمع تبرعات تخطت الـ20 ألف جنيه إسترليني.
دعم أهالي غزة من خلال العزف، كانت نية «تواضروس»، منذ البداية، لكنه قرر الاستمرار لساعة إضافية، من أجل كسر الرقم القياسي المسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
الحفلة وصفها بـ«المعجزة»
يحكي «تواضروس» لـ«الوطن»، وهو مواطن مصري يعيش في أستراليا، أنه أراد مساعدة أهل غزة، لكنه لا يمتلك سوى آلة العزف، وهو أمر يتقنه جيدًا، لذا قرر دون تفكير أو ترتيب، إقامة الحفلة، التي وصفها بـ«المعجزة»: «كنت عاوز أعمل حاجة كبيرة لأهل غزة، لأن كنت حاسس إني في يأس ومفيش في إيدي حاجة أعملها، وقولت أدى شوية من صحتي».
24 ساعة للإنسانية
تحت مسمى «24 ساعة للإنسانية»، بدأ «جوزيف» بالعزف، وبدء الزوار في الحضور والاستمتاع على أضواء الشموع، وكانت الحفلة مجانًا، ويحق لأي زائر، ترك مبلغًا من المال، للتبرع لإغاثة مواطني غزة: «كنت بهدف من وراء الحفلة إن الناس تيجي تفكر في أهل غزة وتتبرع وتمشي، شوفت ناس كتير جدًا، وفي ناس جات في الأول ورجعت تاني في نهاية الحفلة، وناس قعدت عدد ساعات طويل، وناس نامت وقعدت الحفلة كلها، كان في روح جميلة في الحفلة واللي بعتبرها معجزة بالنسبة ليا صحيًا».
راحة بعد 17 ساعة متواصلة من العزف
كان بجانب «جوزيف» قطع صغيرة من الحلوى، وقهوة، ومشروب طاقة، وحصل على قسط من الراحة بعد 17 ساعة متواصلة من العزف: «بعد 17 ساعة عزف متواصل، أخدت فترة راحة، وكنت تعبان جدًا وكنت بمشي ببطء، وخايف إني أقع».
كسر الرقم القياسي بموسوعة جينيس
بعد انتهاء الـ24 ساعة المقررة، استمر «جوزيف» بالعزف لساعة إضافية أيضًا، لكسر الرقم القياسي في موسوعة جينيس، وكانت الحفلة تُعرض بث مباشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «25 ساعة كانت صعبة أوي على الجسم، حتى إيدي عليها علامة، دايمًا هفكر في الحفلة دي لما أبص على العلامة اللي في إيدي».
20 ألف جنيه إسترليني تبرعات من أجل غزة
جمع العازف المصري الأسترالي أكثر من 20 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 800 ألف جنيه مصري، تبرعات لأهل غزة، وأشرفت على عملية التبرع جمعية خيرية شهيرة بدورها الإنساني في فلسطين: «فخور بالرقم الكبير اللي قدرنا نحققه من الحفلة، والجمعية الخيرية هي المسئولة عن التبرعات اللي راحت لناس محتاجاها فعلًا، خاصة الأطفال، مفيش طفل المفروض يعيش حياة كده أو يشوف الحاجات اللي عاشها في غزة».
ولد في شبرا.. وهاجر إلى استراليا
ولد جوزيف تواضروس في شبرا، وعشق الفن المصري، وهاجر إلى أستراليا رفقة أفراد أسرته في ثمانينات القرن الماضي، وظل متابعًا ومتأثرًا بمصر، يقرأ عنها وعن تراثها، ويتابع الأفلام والموسيقى المصرية باستمرار، يقول: «تربيت في بيت فني بيسمعوا عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم، حتى لما هاجرنا، كنت دايمًا بتتفرج على الأفلام القديمة، اتأثرت كتير وبدأت أحب الفن والموسيقى، واتأثرت أكثر بفيلم سيد درويش، اللي شارك فيه كرم مطاوع وكان بيحكي سيرة درويش».