انتهت الحرب العالمية الثانية، وبقى منها العديد من الآثار كان أبرزها المخابئ التي اتخذها جنود وضباط الحرب وملاذًا ومكانًا للاختباء من العدو، وإعادة ترتيب أمورهم وللراحة أيضًا، وبعد سنوات من الحرب، بقيت الملاجئ كما هي دون رعاية، تغطيها الرمال والعشب الأخضر، فلا يراها أحد لكونها تحت سطح الأرض، لكن داخل إحدى مزارع الألبان، أُكتشف ملجأ وتحول إلى مكان فاخر لقضاء العطلات والإجازات.
ملاك الأراضي الذين يديرون مزرعة الألبان في مدينة دورست بإنجلترا، والتي عُثر فيها على الملجأ، قاموا بتكليف شركة معمارية لتحويل الملجأ لمكان يقضي فيه الأشخاص والعائلات إجازاتهم، وعمل المهندسون المعماريون مع مستشاري التراث لتطوير المكان، بحسب صحيفة «الصن» البريطانية.
مساحة صالحة للسكن وقابلة للحياة التجارية
جوني بلانت، مهندس معماري ومسؤول عن تطوير الملجأ، يقول إنّ إحدى الإشارات التي عثروا عليها وترصد ماضي القبو أو الملجأ في زمن الحرب، كان نافذة تشير إلى انفجار قنبلة، وكان القبو مساحة صالحة للسكن وقابلة للحياة التجارية: «كان علينا التفكير بذكاء للحفاظ على الخرسانة، وأيضًا لضمان أن القبو كان معزولًا ومقاومًا للماء».
خطة لإعادة ترميم القبو
الكشف الكامل عن هيكل القبو، وعزل المبنى من الخارج ومقاومته للماء، ولفه بشكل فعال بالعزل المائي، ثم إعادة زراعة الأرض، هي الخطة التي قام بها المهندسون والعمال لإعادة القبو: «الجدران الترابية وغطاء أوراق الشجر سمحت بوجود موطن جديد، لكنها أيضًا تساعد على عزل المبنى، مما يقلل من متطلبات الطاقة اللازمة لتدفئة المكان، حاولنا الحفاظ على الجدران الخرسانية المكشوفة، وأعطى ذلك طابعًا سحريًا للمكان».
قام العمال بطي بعض الجدران وإعادة ترميمها، وتركيب أرضيات خشبية، مما تحول المبنى إلى مكان آخر جديد، كما تجلب نافذة كبيرة الضوء الطبيعي للقبو، مما يشعر المقيم بالتهوية والضوء، ويحتوي على غرفتي نوم، واحدة مع سرير مزدوج، والأخرى مع سرير بطابقين، كما يحتوي على مطبخ، به فرنًا كهربائيًا وموقدًا وثلاجة وفريزر وغسالة أطباق رفيعة، تمت إضافتها إلى القبو بعد تجديده، كما يحتوي على دورة مياه، بها جميع المتطلبات التي يحتاجها الفرد.
تقييمات إيجابية حول الملجأ
تقييمات الأشخاص الذين قاموا بزيارة القبو كانت إيجابية، وهو مكان رائع لعشاق التاريخ، ويحتوي أيضًا على مكتبة مليئة بكتب ومعلومات عن ماضي القبو، وبحسب «بلانت»: «الهدف النهائي أن يقدر الناس تمامًا الماضي العسكري للمخبأ، من الضروري أن تدرك عندما تبقى في المخبأ أنك تقيم في ملجأ، وليس أي بيت آخر، وأنك تعيش تجربة التاريخ».