سيطرت اليقظة والحذر على عديد من البلدان، بعد انتشار حشرة البق بصورة مقلقة ببعض الدول في مقدمتها فرنسا، حتى تحولت المطارات إلى ساحات لتفتيش الأمتعة خشية أن تنتقل الحشرة التي تتغذى على دم الإنسان إلى مناطق جديدة بالعالم، بعد ارتفاع معدل الإصابات بأمراض ناتجة عن بق الفراش.
ومع توالي التحذيرات والمعلومات عن خطورة تلك الحشرة، أصبح لزاما التعرف على شكل حشرة البق، التي باتت أحد أبرز التحديات حاليا، لكي يتم لتمييز بينها وبين مختلف الحشرات الأخرى التي يمكن أن تتواجد بالمنزل وأماكن العمل.
كيف يمكن اكتشاف حشرة البق؟
حشرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إذا ما تم التمعن في النظر لصغر حجمها، ويمكن أن يكون لون بق الفراش أصفر داكن أو أحمر أو بنيا، وفقا لما ذكرته هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وهي مخلوقات بيضاوية الشكل ويبلغ حجمها تقريبا حجم بذرة التفاح.
يمكن التعرف على بق لفراش من خلال حجمه، إذ يبلغ طولها حوالي 5 ملم وستكون هناك بقع من فضلاتها مثل بقع الحبر الصغيرة، وهي حشرة لديها ست أرجل واثنين من الهوائيات، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.
حشرة البق لا يمكنها الطيران
الآفات المزعجة البالغة تمتلك بقايا أجنحة تسمى منصات الأجنحة، لكنها لا تتطور بشكل كامل إلى أجنحة وظيفية، بالتالي لا يمكنها الطيران، ويتغير شكل حشرة البق وفقا لما تتناوله من أطعمة، إذ تنتفخ أجسام بق الفراش وتتحول إلى اللون المحمر من وجبتها الأخيرة، وفقا للصحيفة البريطانية.
التفرقة بين بق الفراش والحشرات الأخرى
يمكن التفرقة بين حشرة بق الفراش الماصة للدماء، والحشرات الأخرى الشبيه بها، كخنافس السجاد والبراغيث، بملاحظة بعض التفاصيل البسيطة.
هناك أوجه تشابه بين بق الفراش وخنافس السجاد، في كونهما مصدرا لإزعاج للناس، ومع ذلك، فإن هاتين الآفتين المزعجتين مختلفتين تماما، لكنهما تتشابهان لكنهما يتفقان في أنهما تسببان أضرارا جسيمة للفراش والملابس والسجاد، إذا تركا دون رادع، ويعد اسم الثانية خادعا، إذ لا يرتبط وجودها بالسجاد فقط، ويمكن أن تظهر في أي منزل، سواء كان لديك سجاد أو أرضيات خشبية صلبة أو بلاط.
التشابه والاختلاف بين البق وخنافس السجاد
تختلف خنافس السجاد في كونها حشرات صغيرة، إذ تعتبر آفة للنسيج ولها ست أرجل وأجنحة وقرون استشعار وجسم صلب، في حين أن بق الفراش عبارة عن حشرات صغيرة مسطحة تتغذى على الإنسان، وتخلف وراءها لدغات مثيرة للحكة وتسبب الضيق.
مقارنة بين بق الفراش والبراغيث
تتشابه حشرة بق الفراش مع حشرة البرغوث، في أن كليهما مضيف من ذوات الدم الحار لتوفير وجبات الدم، أما أوجه الاختلاف فيتمثل في أن البراغيث تميل إلى تفضيل التغذية على الحيوانات المشعرة أو ذات الفرو مثل القطط والكلاب، بينما يفضل بق الفراش التغذية على مضيف بشري.
بق الفراش لا يطير أو يقفز، لكن البراغيث تفعل ذلك، إذ يمكنها القفز بما يقارب 200 ضعف طول جسمها، ومثل بق الفراش، تكون البراغيث أيضا ذات لون بني محمر، لكن لها شكلها بيضاوي أكثر، وتبدو أكثر نحافة وأطول، وليس أكثر تسطحا.
وحديثا تطورت أجهزة الكشف عن وجود بق الفراش بما يعرف باسم كاشفات بق الفراش، والتي يشار إليها غالبًا باسم «الشاشات» أو «المصائد» أو «المعترضات»، إذ تستخدم حمض اللاكتيك أو ثاني أكسيد الكربون المرتبط بوجود جسم بشري، أو الفيرومونات، لجذب بق الفراش واحتجازها، ويمكن لأجهزة كشف بق الفراش أن تؤكد الإصابة، لكنها لا تستطيع القضاء عليه، بحسب ما أكد الدكتور علي أحمد يونس، أستاذ علم الحشرات بكلية العلوم جامعة القاهرة في تصريحاته لـ«الوطن».