اللون الأخضر ينتشر في كل جانب، وألوان أخرى مبهجة تتلقى الأعين على كل الاتجاهات، وروائح جميلة تتسلل للأنف بهدوءٍ لتداعب الصدور.. كل ذلك جعل من معرض الزهور في نسخته الجديدة هذا العام والمقام في المتحف الزراعي بحي الدقي في الجيزة قِبلة الأهالي لقضاء إجازة نهاية العام الدراسي والتمتع بجمال الطبيعة كوسيلة للترفيه ودعم صحتهم الجسدية والنفسية.
توافد الرواد على معرض الزهور
بداية من الساعة التاسعة صباحًا، يبدأ الرواد في التوافد على المتحف الزراعي في منطقة الدقي لزيارة معرض الزهور منذ تنظيمه بداية من 27 مايو الماضي، من خلال تذكرة الدخول التي تقتصر قيمتها على 10 جنيهات فقط، ومن ثم يدخلون منطلقي الوجه متشوقين لملء صدورهم بالهواء النقي وإمتاع أعينهم بألوان الزهور المتعددة، فيتجولون من جناح إلى آخر، يتحسسون هذه الزهرة برفق، ويشمون الأخرى بنفس عميق وأعين مغلقة وكأنهم يكرسون وقتهم للاستمتاع.. الاستمتاع فقط.
«أنا جاية مخصوص من طنطا».. قالتها الفتاة العشرينية هاجر فايز، ابنة محافظة الغربية، التي أوضحت أن زيارة معرض الزهور وقضاء يومًا كاملًا داخله يمثل لها نوعًا مختلفًا من الترفيه، وفرصة لاستنشاق هواءً نظيفًا ونقي، ووسيلة لدعم صحتها النفسية والجسدية، وهو ما دفعها للتنسيق مع صديقتها غادة رجب، ابنة محافظة القاهرة للذهاب سويًا إلى معرض الزهور والتمتع بكل تفاصيله.
جمال لا تصفه الصور
عدة صور لمعرض الزهور رأتها «هاجر» كانت كفاية لإشعال رغبتها في الذهاب للمعرض، إلا أنها بمجرد الدخول وقضاء الدقائق الأولى في التجول وجدت أن الصور وبرغم جمالها لم تكن كافية لإظهار جمال المعرض بالكامل: «فعلًا الصور ظلمت المعرض، ولازم الناس تيجي بنفسها وتتمتع بالجمال ده وتعيش وقت حلو».
وهو ما اتفقت معها فيه صديقتها «غادة»، صاحبة الـ19 عامًا، التي قطعت رحلة عينيها وسط الزهور وعَبَرَت عن فرحتها الشديدة بزيارة المكان، قائلة: «إحنا كنا محتاجين نعمل حاجة مختلفة، زهقنا من الكافيهات والمطاعم، محتاجين نشوف الطبيعة ونستمتع بيها، وده اللي لقيناه هنا، حتى لو مش هنشتري، بس كفاية نشوف حاجات حلوة ومناظر طبيعية مبهجة».
تشجيع الأصدقاء على زيارة المعرض
ساعات طويلة قضتها الفتاتان داخل معرض الزهور تتجولان بين أجنحته العارضة لمئات بل وآلاف الأنواع من الزهور العطرية وزهور الزينة، تلقتا خلالها جرعات كبيرة من الفرح والسعادة، جعلتهما تنويان نقل هذه السعادة لأصدقائهما بالخارج في القاهرة والغربية وتشجيعهم على الذهاب إلى المعرض والاستمتاع بقضاء جولة داخله: «هنشجع كل الناس إنها تيجي وتتبسط زينا».