صور حيّة لأصحابها بألوان زاهية خُلدت عن طريق الرسم، تضج بالحياة الأبدية في وجوه الموتى، ويبقى التساؤل.. هل هي لمصريين أم لإغريق؟.. هكذا حيرت بورتريهات الفيوم الجميع، خاصة أنها أول بورتريهات واقعية في تاريخ فن البورتريه، وهي مختلفة تمامًا عن الفن المصري القديم في هذا الوقت، والذي يعود تحديدًا إلى العصر الروماني، فما قصة بورتريهات الفيوم؟.
لماذا سميت بورتريهات الفيوم بهذا الاسم؟
سميت بورتريهات الفيوم بهذا الاسم نظرًا للعثور عليها بمناطق في محافظة الفيوم، إذ عثر على 81 بورتريهًا عام 1887 في إحدى المقابر الرومانية، ثم عُثر على 70 بورتريها عام 1910.
هل وجدت بورتريهات الفيوم في أماكن أخرى؟
وأوضح سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، أنّه تم العثور على أعداد أخرى من تلك البورتريهات في مناطق متفرقة بمصر، بينما أهم وأكبر مجموعة عُثر عليها كانت في الفيوم، لذلك سُميت بورتريهات الفيوم، أو لوحات «وجوه الفيوم»، وكانت تخص الطبقة العليا في هذه الحقبة.
وعُثر على بورتريهات الفيوم في مناطق متفرقة بمحافظة الفيوم، منها منطقة جرزا الأثرية، ومنطقة هوارة.
كم عدد بورتريهات الفيوم؟
وكشف مدير عام آثار الفيوم السابق لـ«الوطن» إنّ عدد لوحات مومياوات الفيوم نحو 151 بورتريهًا، وعُثر عليها في توابيت المومياوات.
ولفت «الشورة» إلى أنّ إجمالي عدد لوحات الممياوات المكتشفة في مختلف محافظات مصر نحو 1000 لوحة ينتشر معظمها في مختلف المتاحف العالمية، أبرزها في المتحف المصري، والمتحف البريطاني بلندن، ومتحف بيتري في لندن، ومتحف اللوفر، ومتحف بروكلين، ومتحف متروبوليتان، ومتحف جيتي بكالفورنيا، ومتحف ني كارلسبرج جليبتوتيك في كوبنهاجن، ومتحف ألارد بيرسون في أمستردام.
ما الغرض الأساسي من بورتريهات الفيوم؟
وبحسب «الشورة»، يُعتقد أنّ الغرض الأساسي من بورتريهات الفيوم هو تخليد ذكرى أصحابها، بينما وصفها الفيلسوق والروائي الفرنسي أندريه مارلو بأنّها وجوه تتطلع إلى الحياة الأبدية، كما أنّها تمثل المنطقة الوسط بين الحياة والموت، نظرًا لكونها في حالة واقعية تميزها نظرة متأملة صاحبت مختلف هذه الوجوه على اختلاف تنوعها وأشكالها.
هل بورتريهات الفيوم لمصريين؟
وذكر مدير عام آثار الفيوم السابق، أنّ الباحثين يرجعون لوحات مومياوات الفيوم أو بورتريهات الفيوم إلى العصر اليوناني الروماني، حيث أثبتت الدراسات الأنثروبولوجيا على هذه المومياوات وتحديدًا تلك التي أجراها العالم إيريش جي دي، عام 2006، وكذلك دراسة سونيا ذكراويسكي سنة 2007، أنّ وجوه الفيوم تمثل استمرارًا لأشكال المصريين من حوالي 8 آلاف عام قبل الميلاد.
وأوضح أن هذه النتيجة تم التوصل إلبها بعد معاينة المومياوات ومقارنتها بالمصريين الحاليين والقدماء، حيث وُجدت علاقات وطيدة بين تلك الرفات في مظهر الموروفولجيا العام الذي يتضمن أشكال الجسد والوجه والعظام، كما أنّها تختلف تمامًا عن الشعوب اليونانية والأوروبية الحالية.