طلاب وخريجون يروون تجربتهم مع انتظار نتيجة الثانوية العامة
قلق، توتر، استعجال، تفاؤل، خوف.. مشاعر متضاربة ومزعجة تسيطر على طلاب الثانوية العامة خلال تلك الساعات وهم ينتظرون لحظة إعلان النتيجة؛ كونها ستسهم في رسم مستقبلهم من خلال تحديد الكلية التي سيلتحقون بها وبالتالي مجال الدراسة والعمل فيما بعد، وعلى الرغم من كونها مشاعر طبيعية ومعتادة إلا أن بعضها زائدة ولا داعي لها، وهو ما اتضح من حديث بعض الطلاب والخريجين الذين قصوا تجاربهم مع انتظار نتيجة الثانوية العامة.
«مهرائيل» تستعين بأنشطة مختلفة للهروب من قلقها
«كان توتر شديد أوي والأسرة كلها مستنية النتيجة وبتحاول تشجعني».. قالتها مهرائيل صموئيل سليمان، ابنة قرية الرقاقنة مركز جرجا محافظة سوهاج، وصاحبة الـ20 عامًا، وهي تروي لـ«الوطن» تجربة انتظارها لـ نتيجة الثانوية العامة 2021، موضحة أنها عاشت لحظات صعبة وثقيلة جدًا أثناء انتظارها للنتيجة، لا سيما وهي تتابع المؤتمر الصحفي للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق.
أنشطة مختلفة حاولت «مهرائيل» الاستعانة بها للهروب من القلق والتوتر قبل إعلان نتيجة الثانوية العامة، فراحت تشغل نفسها بالحديث مع أفراد أسرتها في تارة، وفي أخرى تشاهد التلفاز وفي ثالثة تهاتف صديقاتها، إلا أن التوتر لازمها في كل ذلك حتى حصلت على النتيجة: «الحمد لله جبت 72.45% ودخلت كلية تجارة إنجليزي اللي كان نفسي فيها وحاليًا داخلة الفرقة التالتة».
«نانسي» تختار كلية تناسب ميولها ورغباتها
ولم تختلف تجربة «مهرائيل» كثيرًا عن تجربة نانسي ناجي زكي، الطالبة بالفرقة الأولى كلية حاسبات ومعلومات جامعة قناة السويس، التي روت لـ«الوطن» لحظات انتظارها لنتيجة الثانوية العامة 2022، موضحة أنها تتذكر يوم إعلان النتيجة جيدًا وهو يوم السبت، وأنها تملكتها وقتها مشاعر مزعجة وثقيلة من الخوف والتوتر للدرجة التي حرمتها من النوم: «كنت مستنية الوقت يعدي بفارغ الصبر وكنت بحاول أتخيل رد فعلي هيبقى إزاي لو جبت المجموع اللي عايزاه ولو مجبتش هعمل أيه برضو، وكنت متوقعة إن ممكن تحصلي حاجة لو مدخلتش الكلية اللي أنا عايزاها».
اقرأ أيضًا: بشرى سارة من الوزارة للطلاب قبل نتيجة الثانوية العامة.. «جاءت عكس مخاوفهم»
الالتحاق بـ كلية الطب البشري كان حلم الطالبة «نانسي»، ابنة مركز القنطرة غرب محافظة الإسماعيلية؛ إذ كانت شعبة علمي علوم، ولم تدخر جهدًا في سبيل الحفاظ على تفوقها، إلا أنها وفور إعلان نتيجة الثانوية العامة وجدت نفسها حاصلة على نسبة 87.32%؛ ما سبب لها حزنًا شديدًا في البداية، إلا أنها مع الوقت والتفكير المتروي وبدعم وتشجيع أسرتها تجاوزت كل ذلك وشعرت بالرضا تجاه نتيجتها التي حصلت عليها بمجهودها، بل وبدأت تفكر بهدوء في الكلية التي تناسب ميولها وقدراتها لتقرر أخيرًا الالتحاق بكلية حاسبات ومعلومات جامعة قناة السويس: «الحمد لله خلصت سنة أولى وداخلة تانية ومبسوطة جدًا في الكلية واقتنعت أن ده مكاني المناسب وإني مكانش ينفع أبقى في مكان غيره».
اللعب وسيلة «مايكل» وأصدقائه لمواجهة التوتر
كما روى مايكل حنا مرزوق، صاحب الـ18 عامًا، والطالب بالفرقة الأولى كلية طب بشري جامعة المنيا، تجربته مع انتظار نتيجة الثانوية العامة 2022، موضحًا أن قلقه الشديد وتوتره دفعاه لتصرف آخر بعيد عن الجلوس صامًا منطويًا على ذاته؛ إذ راح وأصدقائه يتشاركون اللعب «أون لاين» عبر هواتفهم المحمولة؛ كمضيعة للوقت ووسيلة للهروب من التفكير الزائد ومشاعر الخوف التي حاولت إزعاجهم، وأنه ظل هكذا حتى تلقى إتصالًا هاتفيًا حمل معه خبر نجاحه وحصوله على 94.39%.
اقرأ أيضًا: دعاء للتخلص من القلق قبل نتيجة الثانوية العامة.. «اللهم ارزقني النجاح»
«فرحت جدًا ومكنتش مصدق، وبعدها حد رن على بابا وقاله إني نجحت وجبت 94.39%»، بحسب «مايكل»، ابن محافظة المنيا، وأنه فور التأكد من النتيجة انتشرت أجواء الفرحة في المنزل وفي قلوب كل أفراد الأسرة، وأنه يواصل الآن بذل قصارى جهده للتفوق في كلية الطب.
«ميرنا» وتحول دموعها من خوف لفرح
«مش ممكن أنسى اليوم دا بكل تفاصيله».. قالتها ميرنا حنا مرزوق، طبيبة صيدلانية، وهي تتذكر مشاعرها وقت انتظار نتيجة الثانوية العامة 2017، موضحة أنها عانت وقتها مشاعر ثقيلة من التوتر الناتج عن خوفها من عدم الحصول على مجموع كبير يُسعد أسرتها ويحقق حلمها، وأنها لذلك راحت تترك كل شيء ودخلت إلى غرفتها تُصلي وتتحدث مع الله بالدموع تطلب تعويضًا عن تعبها طوال العام، ولم يمر وقت طويل حتى تحولت دموعها الخوف والقلق هذه لدموع شكر وفرح.
اقرأ أيضًا: الاستعلام عن نتيجة الثانوية العامة برقم الجلوس.. احصل عليها بسهولة
«فرحتي وقتها أن ربنا مخذلنيش كانت أكتر من فرحتي بالنتيجة»، وفقًا لـ«ميرنا»، صاحبة الـ23 عامًا، وابنة مركز بني مزار محافظة المنيا، وأنها حصلت على مجموع 96.1% مكنها من الالتحاق بكلية الصيدلة جامعة بني سويف، وأنها تنصح الطلاب المنتظرين لـ نتيجة الثانوية العامة 2023 بعدم الاستسلام للقلق والخوف والتحلي بالهدوء والثقة في الله ورحمته وأنه لن يضيع تعبهم طوال العام والسنوات الماضية.